ترك برس

رأى الكاتب والمحلل السياسي التركي، إسماعيل ياشا، أن جميع العمليات الإرهابية التي تستهدف المدن التركية خلال الفترة الأخيرة، تخدم أجندات قوى دولية وإقليمية تعادي تركيا وتراها خطرا يهدد مصالحها في المنطقة.

جاء ذلك في مقال له نشرته صحيفة العرب القطرية، في معرض تقييمه للاعتداء الذي قام به ثلاثة انتحاريين في مطار أتاتورك الدولي، وأسفر عن سقوط 44 قتيلا، بالإضافة إلى عشرات الإصابات، حيث وصف الاعتداء بأنه "حلقة جديدة من سلسلة الهجمات الإرهابية التي تستهدف أمن تركيا واستقرارها واقتصادها".

وأوضح "ياشا"، أن تركيا مستهدفة منذ فترة طويلة لاستقلال قرارها، وصعود دورها الإقليمي، وتقديمها تجربة ديمقراطية ناجحة للشعوب المسلمة، وتأييدها لنضال الشعوب الثائرة ضد الظلم والطغيان من أجل الحصول على حريتها وكرامتها، ودعمها لقضايا الأمة الإسلامية في أنحاء العالم، ووقوفها إلى جانب سكان غزة المحاصرين ومسلمي أراكان المضطهدين والشعب الصومالي المنهمك بالحروب، وغيرها من الأسباب.

وأشار "ياشا" إلى أن الإرهاب يطل برأسه في تركيا أحيانا في ثوب حزب العمال الكردستاني "بي كي كي"، وأخرى في ثوب تنظيم الدولة "داعش"، مشدّدا على أن "تلك العمليات الإرهابية كلها تخدم أجندات قوى دولية وإقليمية تعادي تركيا وتراها خطرا يهدد مصالحها في المنطقة".

ولفت الكاتب التركي إلى أن "العملية الإرهابية الأخيرة التي استهدفت مطار أتاتورك باسطنبول، في إحدى ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، لتودي بحياة عشرات من المسلمين المدنيين، بينهم أطفال ونساء، قام بها ثلاثة انتحاريين، أحدهم أوزبكي والثاني قيرغيزي والثالث داغستاني، يحمل كلهم جوازات سفر روسية".

وقال إن السلطات التركية تشتبه في انتماء الانتحاريين إلى تنظيم داعش، غير أنه من المؤكد أن أنقرة ستبذل قصارى جهدها للوصول إلى اليد التي حرَّكت هذه الخلية، حتى وإن لم تعلن نتائج تلك الجهود، لأن تنظيم داعش -على ما يبدو- لم يعد تنظيما واحدا، بل هناك أكثر من منظمة إرهابية وخلايا داعشية مرتزقة تتبع كل واحدة منها لجهة استخباراتية.

وأضاف الكاتب أن "قوات الأمن التركية قتلت قبل أيام انتحاريا داعشيا حاول التسلل عبر الحدود إلى الأراضي التركية، وتبين أنه لم يأت من الرقة، بل سافر من العاصمة دمشق إلى مدينة قامشلي على متن طائرة الخطوط الجوية السورية، الأمر الذي يثير علامات استفهام حول الجهة التي ترسل هؤلاء الانتحاريين إلى تركيا".

وشدّد "ياشا" على أن من أهداف الإرهاب الذي تتعرض له تركيا، سواء كان انفصاليا أو داعشيا، إلحاق الضرر باقتصاد البلاد، ولا يحتاج المتابع إلى تخصص أو خبرة واسعة ليعرف أن الاعتداء الأخير على مطار أتاتورك في اسطنبول يهدف إلى ضرب السياحة".

واعتبر الكاتب أن الاقتصاد التركي لا يعتمد فقط على السياحة، كما أن السياحة التركية لا تعتمد على مطار أتاتورك وحده. وفي تحدٍّ للإرهاب، تم فتح المطار بعد خمس ساعات فقط من وقوع العملية الإرهابية وأزيلت آثارها على وجه السرعة وبدأت الرحلات وعاد العمل فيه إلى طبيعته في فترة قياسية.

وختم مقاله بالقول: "إن تركيا تواجه الإرهاب منذ سنين، ولم ينجح الإرهابيون حتى اليوم في ثنيها عن طريق التطوير والتقدم والتنمية والازدهار، ولن ينجحوا بإذن الله في دفعها إلى الاستسلام للإرهاب. وكأفضل رد على العملية الإرهابية، قام رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان، بعد أقل من 48 ساعة منها، بافتتاح جسر (عثمان غازي) الذي يربط بين محافظتي (كوجا إيلي) و (يالوفا) شمال غربي تركيا، وهو رابع أطول جسر معلق في العالم، معلنا للجميع أن المنظمات الإرهابية لن تنجح على الإطلاق في إبعاد تركيا عن أهدافها".

في سياق متصل، قال "طلعت أنوروفيتش تشاتين" نائب رئيس قسم العلاقات الاقتصادية الخارجية في أكاديمية الأمن القومي الروسية، إن الاعتداء الإرهابي على مطار "أتاتورك"، يرتبط  مباشرةً بالاتفاق التركي الروسي الذي توصل إليه الجانبان لتطبيع العلاقات"، مبينًا أن الاعتداء الإرهابي "لم يستهدف مطار أتاتورك وإسطنبول فحسب بل استهدف العلاقات الروسية التركية. لذا ينبغي البحث عن الجناة ضمن الجهات المستاءة من تلك العلاقات".

ولفت الخبير أنه أُنفقت مبالغ كبيرة من أجل ترتيب الاعتداء، وأن سيناريو الهجوم كان مخططا له وجاهزا، وما جرى هو الضغط على زر تفعيله، قائلا "جرى تحضير السيناريو في مكان ما، وضغط أحدهم على الزر لإفشال تحسين العلاقات التركية الروسية، مشدّدا على أن الاعتداء الذي استهدف العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، أثر بشكل إيجابي على التعاون السياسي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!