
وصال طنطانا - خاص ترك برس
تحظى زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى روسيا باهتمام وسائل الإعلام العالمية. فبعد توتر العلاقات بين أنقرة وموسكو بسبب إسقاط تركيا للطائرة الحربية الروسية التي انتهكت مجالها الجوي بالقرب من الحدود مع سوريا، يقوم أردوغان بزيارة عمل لنظيرة فلاديمير بوتين.
الصحافة الفرنسية تابعت الحدث وتعقبت آخر المستجدات عنه. وفي خبر لها عنونته بـ"اللقاء الهش بين أردوعان وبوتين"، كتبت جريدة "لوموند" الأكثر مقروئية بفرنسا، أن كون روسيا هي أول بلد يزوره أردوغان بعد الانقلاب الفاشل هو أمر له دلالاته.
ووصفت الجريدة اللقاء بـ"الهش" معتبرة أن "سلام الرئيسين بالأيدي قد يذيب جليد 8 أشهر من الخلاف بين البلدين إلا أن العتاب سيظل موجودا"، حسب "لوموند".
وأشارت اليومية المستقلة إلى "تأثر" الرئيس التركي بالأحداث التي عاشتها بلاده في الـ15 من الشهر الماضي، إذ أن أردوغان أدرج في حديثه أكثر من مرة عبارة "الهجوم على الديمقراطية". وشكر ضيف موسكو "صديقه العزيز"، كما وصفته الجريدة، فلاديمير بوتين على "دعمه المعنوي".
وقالت "لوموند" إن بوتين اكتفى بالإشارة إلى أهمية هذه الزيارة مشيرا أن العلاقات الروسية التركية ستسترجع عافيتها في الأسابيع القليلة المقبلة.
أما جريدة "لوفيغارو" الفرنسية فقد رأت أن تحطيم الطائرة الروسية من طرف تركيا يوم 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، أصبح "مجرد ذكرى سيئة"، بعد زيارة أردوغان لروسيا وعودة العلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى طبيعتها.
الجريدة وقفت على تأخر رجب طيب أردوغان لساعة عن الموعد، فيما ظل بوتين ينتظر وحيدا في قاعة اللقاءات بقصر سان بطرسبرغ. وأكدت لوفيغارو أن التلفزيون الروسي نقل لقطة لبوتين وقد ظهرت على وجهه علامات "الغضب" من كثرة الانتظار، إلا أن الأمر تغير بعد سلام الرئيسين، تقول اليومية.
واعتبرت لوفيغارو أن وعد بوتين بفتح الرحلات الجوية من جديد بين البلدين، ما سيسمح لآلاف السياح الروس بزيارة تركيا، هو إشارة على تجاوز الخلاف، تقول الجريدة.
وعنونت الجريدة الفرنسية أحد مقالاتها عن زيارة أردوغان لروسيا بـ"بوتين وأردوغان..القضايا المشتركة". أما يومية "ليبيراسيون" فقد اختارت لمقال لها حول الموضوع عنوان "بوتين وأردوغان..اتفاقية لأجل المصلحة".
اليومية قالت إن الإعلام التركي والروسي ركز في الفترة الأخيرة على تمركز القوة، وأن العلاقات بين البلدين هي "نفعية"، حسب تعبير كاتب المقال. وأشارت الجريدة، التي أرسلت مبعوثا لها لتغطية الحدث بروسيا، إلى أن الرئيسين قررا عدم الحديث عن الملف السوري، موضحة أن بوتين أكد أنه سيتناول الموضوع مع أردوغان في جلسة مغلقة.
وفي ذات المقال قالت "ليبراسيون" إن المشاورات العسكرية قائمة بين البلدين لإيجاد إستراتيجية مشتركة توافقية فيما يخص الملف السوري.
موقع "فرانس 24" يجد أن سوريا والعلاقات الثنائية على رأس جدول أعمال لقاء أردوغان وبوتين. ووقف الموقع عند تزامن اجتماع أردوغان وبوتين مع تجدد التوتر في علاقات أنقرة مع الغرب، بعد محاولة الانقلاب الفاشلة.
ومن جانب آخر اعتبر ذات المصدر، أن التقارب التركي الروسي، لن يؤثر على دور أنقرة في حلف شمال الأطلسي، وأن الاتصالات بين البلدين مهمة في ظل التهديد الذي تواجهه المنطقة ودوريهما في إنهاء الحرب الأهلية في سوريا.
وأجمعت وسائل الإعلام الفرنسية، في تغطيتها للزيارة على أن العلاقات التركية مع أوروبا توترت عقب محاولة الانقلاب الفاشلة. ورأت أن العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي يسود "الالتباس"، بعد أن بدأت تنسج خيوطها منذ أكثر من نصف قرن، وكان آخر فصولها إبرام الاتفاق بين دول الاتحاد الأوروبي الـ28 وتركيا حول أزمة المهاجرين.
وأشارت وسال الإعلام إلى تغير الأجواء السياسية منذ الانتخابات الأوروبية عام 2004 التي شهدت اختراقا للحركات الشعبوية المعارضة لانضمام تركيا المسلمة إلى الاتحاد الأوروبي.
فيما جمدت ألمانيا بقيادة المستشارة أنغيلا ميركل التي وصلت إلى السلطة عام 2005، وفرنسا برئاسة نيكولا ساركوزي (2007-2012)، فتح خمسة فصول جديدة كانت ستجعل من انضمام تركيا واقعا حتميا.
واقترح الزعيمان في أيار/ مايو 2009 "شراكة مميزة مع تركيا لكن ليس انضماما فعليا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!