ماركار إسيان - صحيفة أقشام - ترجمة وتحرير ترك برس
"العمل باستخدام أسلوب دنيء لا يوصل لهدف شريف".
كانت هذه إحدى كلمات الشهيد سيد قطب المشهورة الذي أعدم في 29 آب/ أغسطس عام 1967:
وقال إن الغرب يستعمل الديمقراطية كدرع يستخدمه لمحاربة الإسلام، لأن أولئك الذين يلفون حبل المشنقة على رقبته يستترون بغطاء الديمقراطية وحقوق الإنسان والسلام.
حتى الآن وبعد مرور شهرين على أحداث 15 تموز/ يوليو لم يشرف أحد من هؤلاء المسؤولين الغربيين بل وقفوا بجانب السيسي، وفي ألمانيا يوجد حوالي 9 آلاف طفل مفقود لا يُذكرون في الأحداث اليومية، أما باقي دول الغرب كفرنسا فقد أصدرت قرارًا منعت فيه اللباس المحتشم للمسلمات في الشواطئ البحرية، والدنمارك تصدر قرار لمصادرة أغراض وأشياء اللاجئين، أما في بلجيكا فتفتح لمناصري تنظيمي بي كي كي وبي ي دي ميادينهم وساحاتهم وغيرها من دول الغرب.
أما مدير مركز الأبحاث الإستراتيجية الإسرائيلي "بيغين- سادات" (إفرام إنبار) فقد انتقد أمريكا في نقطتين: الأولى استهدافها لداعش والثانية اتفاقيتها النووية مع إيران، فقال: "داعش أداة صالحة للاستعمال من أجل محاربة إيران، لكن من الأسهل إيجاد داعش ضعيف عوضا عن القضاء عليه".
وقد قال أيضا وزير الدفاع الإسرائيلي "موش يالون" في شهر كانون الثاني/ يناير: "لو طلبتم مني الاختيار أُفَضّل أن أختار داعش عوضا عن إيران".
انظروا إلى هذه الدول التي تدعي أنها دول ديمقراطية...
إذا هل تكمن المشكلة في مفهوم الديمقراطية بشكل عمومي؟
نعم، وبنفس الوقت لا.
نعم، لأن تعريف الديمقراطية عند الغرب ليس كما نعرفه أنه حكم الشعب، فالغرب يستتر تحت غطاء مفهوم الديمقراطية المحدودة من أجل مصالحه الدنيئة فهو يسيطر على الاقتصاد باحتكاره لمؤسسات الدولة.
لا، لأن الشعب إذا حكم بإرادته وبإجماعه على اختيار نظام واحد فإن هذه تعد ديمقراطية، وتعد تركيا مثالًا يُحتذى به في هذا السياق.
أما حال الديمقراطية في الغرب فقد وصل إلى أدنى مستوياته إذ أصبحت الديمقراطية هي الحرية المفرطة والتعري وهذا سبب مهم من أسباب تفككهم الاجتماعي، والمشكلة أن تأثير مفهومهم للديمقراطية لم يبقى عندهم فقط بل انتشر إلى كل الدنيا وأدى إلى أزمات.
وبدلًا من أن ينصتوا إلى تحذيرات الرئيس أردوغان فقد اختاروا ذاك الطريق، وحاولوا أن يجعلوا تركيا سورية ثانية بعدما حاولوا بمصر.
وقد حذر وزير الخارجية السويدي السابق" كارل بيلت" من أنه لو نجح انقلاب 15 تموز لكان ذلك بلاءً على أوروبا. فقد كانوا سينقلون عاصمة داعش من الرقة للداخل التركي، لكن الحمد لله سوف تؤخذ الرقة من أيدي داعش بدعم القوات المسلحة للجيش الحر.
نحن نشهد اليوم حربًا عالميةً ثالثةً من خلال التنظيمات الإرهابية، ولو انهارت تركيا ولم تصمد لتحولت الدنيا إلى حرب عالمية.
كل هذه الإشارات تفضي بضرورة الحديث عن كل شي من البداية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس