ترك برس

أوردت وسائل إعلام تركية أن عملية درع الفرات بدأت مرحلتها الثالثة بالتوجه نحو مدينة الباب لتطهيرها من داعش، وإن الهدف النهائي للعملية قد يكون تحرير الرقة، عاصمة داعش المفترضة في سوريا، إن قدمت قوات التحالف الدعم المطلوب للقوات التركية.

وكانت داعش قد بسطت سيطرتها على مدينة الرقة بتاريخ 13 كانون الثاني/ يناير 2014، بعد هجوم عسكري على المدينة التي كانت تحت سيطرة قوات المعارضة السورية كأول مدينة سورية تتحرر بالكامل من قبضة نظام الأسد.

وفي سياق متصل، أوضح الخبير السياسي "تونجا بيلغين" أن جميع القوات الفاعلة في سوريا تدعي أن هدفها الأساسي هو القضاء على داعش، مشيرًا إلى أن الجميع يخفي هدفه الحقيقي وهو الحصول على قسم من الكعكة ما بعد داعش، فلا أحد يقاتل في سوريا من أجل تقديم خدمة القضاء على داعش.

وكشف بيلغين عن أن الخلاف العميق بين القوات الفاعلة في سوريا لم يظهر بعد، فظهوره سيواكب يوم إبادة داعش بالكامل، موضحًا أن التعاون العسكري عادةً يعكس التوافق بين الدول، أما انتهاء المعركة وبدء المفاوضات السياسية فتُنهي التوافق الضعيف وتبرز الخلاف.

طرح بيلغين بعض الأسئلة، مثل هل تنتهي الحرب بانتهاء داعش؟ وهل سيكون لتركيا دور بارز في حل الأزمة؟ على رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية المتقاعد "إسماعيل حقي بكين"، مشيرًا إلى أن بكين وافقه الرأي حول عدم سهولة عملية القضاء على داعش.

وبيّن بكين أن قوات التحالف، وبالأخص الولايات المتحدة، غير صادقة أو مخلصة في تحركها ضد داعش، مؤكّدًا أنها تستهدف فقط المناطق التي تخدم حزب الاتحاد الديمقراطي في إقامة كيانه الذاتي، الأمر الذي يوحي بأن الهدف الأساسي لهذه القوات هو تقسيم سوريا فيما بينها، وادعاء بعضها رفضها لتقسيم سوريا ادعاء غير صادق.

ولتجنب تركيا السقوط في فخ هذه القوات، أكّد بكين أن على تركيا إجراء مفاوضات معمقة حول مصير سوريا الأخير ومستقبل القوات الكردية، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تريد استخدام الجيش التركي في الرقة لإشغاله عن القوات الكردية الفاعلة في منبج، فلا بد من الحذر في هذا التحرك.

وعن اقتراحه لتسريع الأزمة السورية، شدد بكين على ضرورة رفع وتيرة التعاون بين تركيا وإيران وروسيا والعراق ونظام الأسد مع منع أمريكا عن استخدام القواعد العسكرية الجوية في ديار بكر وإنجيرليك، منوّها ً إلى أن هذه الخطوة ستحد من خطط الولايات المتحدة عن خططها بعض الشيء، وستتاح فرصة حقيقية أمام تركيا والدول الأخرى لإيجاد حل مصيري للأزمة السورية، وإن كلف تركيا ذلك مقاطعة اقتصادية أو سياسية غربية، فلن يكون ذلك أغلى ثمنًا من الخطر الاستراتيجي الذي تشكله الخطط الأمريكية.

وبموازاة ذلك، أفاد بيلغين بأن الإحصاءات الميدانية تُشير إلى أن نسبة ليس بالقليلة من اللاجئين السوريين يعبرون عن عدم رغبتهم في العودة إلى الأماكن المحررة من داعش، خاصة المقيمين في إسطنبول وإزمير وبورصة وقونيا، ممّن أسسوا أعمالهم وأصبحت لديهم حياة مستقرة، ويشعرون أن الرجوع إلى سوريا وتأسيس أعمالهم من جديد سيكون أمرًا مكلفًا.

وأضاف أن رأي الأطفال مخالف تمامًا لآراء الراشدين، إذ كشفت إحصاءات نقابة تطوير الحياة الثقافية والاجتماعية في إسطنبول النقاب عن أن 92% من الأطفال السوريين ينتظرون بلهفة انتهاء الحرب ليعودوا إلى بلادهم.

وعلى ذلك يعقب رئيس مركز أبحاث الهجرة واللجوء "متين جورابتير" قائلًا: "من الطبيعي أن يكون الأطفال مرتبطين أكثر من الراشدين بمدارسهم وأصدقائهم وبلدهم، فالراشد يبحث عن لقمة العيش ولا يعنيه كثيرًا المكان الذي يقيم به، أما الطفل فيبحث عن البيئة المناسبة له ولسنه، ومن الصعب على الطفل السوري العثور على هذه البيئة في تركيا أو في أي وطن غير وطنه، خاصة في ظل اختلاف العادات والتقاليد واللغة والسلوكيات، وكذلك الأطفال المولودون في تركيا الذين أُرسلوا إلى حضانات ومدارس سورية وعربية عندما بلغوا سن الخامسة فقدوا إمكانية التأقلم مع الأجواء في تركيا."

ويرى جورابتير أن المنطقة الآمنة وضغط الأطفال على أبائهم قد يساهمان في إرجاع نسبة كبيرة من اللاجئين السوريين إلى ديارهم.

وبينما فاق عدد اللاجئين السوريين ثلاثة ملايين في تركيا، تسعى الأخيرة إلى بذل كافة جهودها لإقامة المنطقة الآمنة التي تكفل لهم الأمن والسلام، وقد صرح الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" بأنه سيطرح الأمر على الأمم المتحدة إبان دورة الجمعية العامة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!