عبد الرحمن دليباك - صحيفة يني عقد - ترجمة وتحرير ترك برس

تشير استطلاعات الرأي إلى تساوي حظوظهم في الفوز بـ46% مقابل 46%، لكن لا يهم من سيفوز في الانتخابات، فالمرحلة القادمة لن تكون سهلة على كل حال. وقد ذكرت تقارير إخبارية بوجود أدلة بيد الاستخبارات السورية على قيام جنود وضباط أمريكان بالتواصل مع عناصر من داعش في منطقة دير الزور، وبالتالي فإنّ ما كانت تحاول أمريكا والغرب الترويج له عن أنّ أنقرة تدعم داعش، انقلب عليهم، ومع مرور الوقت ستتكشف العلاقات السرية النتنة بين الغرب وبين أدواتهم في المنطقة.

الانتخابات الأمريكية ستغير القشرة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، لكن المتحكم الأساسي بسياستها، وعلاقاتها، وخططها، أي الدولة العميقة، ستبقى كما هي، ولن تتغير بالانتخابات. ولا شك أنّ الانتخابات في أمريكا وإنجلترا وفرنسا والصين وروسيا تحظى باهتمام العالم أجمع، لأنّ هذه الدول الخمسة هي صاحبة العضوية الدائمة في مجلس الأمن وهي التي تحظى بحق الفيتو.

تحاول الولايات المتحدة الأمريكية تصدر المشهد العالمي من جديد، لكنها في الواقع فقدت قوتها السابقة، وكلما مر الوقت ستفقد قوتها أكثر فأكثر، وخصوصا ونحن نتابع الأخبار القادمة من كاليفورنيا، والتي تتحدث عن أنّ مجموعة "نعم كاليفورنيا" تسعى إلى القيام باستفتاء شعبي في الولاية للانفصال عن أمريكا، وربما يكون الأمر أكثر ليونة في حال انتخاب كلنتون، أما اذا فاز ترامب فهذا الأمر سيتصاعد ويصبح أكثر حدة.

ترامب يوضح نواياه من خلال كلامه ونظراته، وربما هو الآن يتحدث بقوة وبلغة قاسية، لكن السياسة الواقعية ستعمل على إعادة تهيئته، لكن الذين يعملون على استغلال الفرصة من الصهيونيين، سيزيدون من تسلطهم أكثر، وهذا سينعكس سلبيا على أوروبا، ولن يصبح هناك فرق بين الإسلام المعتدل والمتشدد، وهو ما يجعل غولن تحت التهديد، ولذلك عليه الهرب قبل أنْ يتم طرده، أو زجه في السجن.

وحينها لن تكون الولايات المتحدة الأمريكية الدولة التي يُهاجر إليها، وإنما التي يُهاجر منها، في حال وصول ترامب، وهذا سيشكل نهاية الحلم الأمريكي.

وقد وصلني إلى بريدي الالكتروني مجموعة من الأسئلة كان قد طرحها الدكتور فيصل القاسم، مقدّم برامج لقناة الجزيرة، والتي كانت على النحو التالي:

لماذا لا يوجد ولا أي شخص إيراني شيعي في سجن جوانتانامو رغم أنهم ينادون بالموت لأمريكا منذ 30 عاما؟

لماذا لا تضيف الولايات المتحدة الأمريكية المنظمات الإرهابية المدعومة من إيران في سوريا والعراق، إلى القوائم الإرهابية برغم ارتكابها الكثير من المجازر المروعة؟

لماذا تقصف الطائرات الأمريكية بدون طيار عناصر أنصار الشريعة في اليمن، ولا تقصف الحوثيين؟

لماذا تصر فرنسا على الحيلولة دون إدخال حزب الله لقائمة المنظمات الإرهابية؟

لماذا ترفض أمريكا أنْ تقوم دولا للشعوب السنية من أفغانستان للصومال ومن مالي لليمن؟ بينما تسمح لإيران بزيادة نفوذها وقوتها في الخليج؟

لماذا يُسمح للشيعة بالتوسع في افريقيا تحت ذريعة "أعمال خيرية" ويتم منع المؤسسات الخيرية السنية من العمل هناك؟

التفكير عبادة، أليس كذلك؟ علينا أنْ نفكر.

قام ترامب بترك المدرسة العسكرية، ودراسة الإدارة، وأصبح رجل أعمال غني، وأصبح يقول "اذا أصبحت رئيسا سوف أغلق المساجد"، "حل مشكلة الهجمات في فرنسا يتمثل بالتسليح الفردي"، "سأعمل على إعادة اللاجئين السوريين"، "سأطرد المسلمين إلى خارج البلاد واتعقبهم"، ولذلك ستكون أمريكا تحت قيادة ترامب في حراك سريع مدمّر، بينما ستكون تحت قيادة كلنتون بصورة أكثر ليونة، وسنرى ما ستنتج عنه الانتخابات.

عن الكاتب

عبد الرحمن دليباك

كاتب في صحيفة يني عقد


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس