بكر هازار - صحيفة تقويم - ترجمة وتحرير ترك برس

إيران والعراق دولتان كبيرتان بمخزون نفطي كبير، لكنهما دمرتا بعضيهما البعض بحربهما لمدة ثماني سنين، لكن الآن الوضع مختلف فبغداد وطهران أصبحتا تتحركان سوية، وأمريكا بعقلها الشيطاني المدبر بعد أن جعلتهم يقتلون ملايين الناس من بعضهم قربت هاتين العدوتين وجعلتهما يقفان جنبا إلى جنب، فما نشاهده اليوم من تحالف عالمي خداع، يمكننا تشبيهه بتحالف "الدجاج" وسأشرح لكم بعد قليل لماذا وصفته بالدجاج.

ركز المخططون والمقسمون لهذا العالم والدمويون على نقطتين مهمتين وهما: الأولى خطوط الطاقة والثانية طرق نقل هذه الطاقة، وكما نعلم أنه توجد في العراق قواعد عسكرية لـ63 دولة في العالم، وتصريحات حكومة بغداد تكون وفقا لما تكتبه صحف شركات البترول في العراق، فكلام الصحف تنقله حكومة بغداد، يعني أنها تتحدث فقط عن القاعدة العسكرية التركية وتقول: "فليخرج الأتراك من معسكر بعشيقة".

هذه الصحف تنشر من لندن، فبعد صحيفة "إيكونوميست" و"فاينانشال تايمز" دخلت صحيفة "إندبندنت" على الخط البارحة وكتبت: "لا يُراد لتركيا المشاركة في عملية الموصل"، وبالمقابل وفي نفس اليوم كتبت التايمز "سوف تلعب القوات الخاصة البريطانية دورا هاما في تحرير الموصل"، وصرح موظف في الإستخبارات العراقية لصحيفة التايمز قائلا: "القوات الخاصة البريطانية جزء لا يتجزء من هذه الحرب، الأمريكان أيضًا أكثر تأثيرا من باقي جيوش الدول الأخرى".

كتبت في الأسبوع الماضي كيف هرب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى لندن أثناء حرب الخليج، وكيف أصبح غنيا خلال 10 سنوات في المملكة المتحدة، وقد كان لبريطانيا في تهريب العبادي إلى لندن قبيل حرب الخليج حسابات أخرى، ففي لندن توصلت إحدى شركات البترول البريطانية "غريغ موتيت" إلى وثائق هامة من خلال تحرياتها، وهذه الوثائق تتحدث عن اجتماعات ومحادثات سرية حصلت بين الوزراء البريطانيين وشركتي "shellو  "BP" ، وهناك لدعاءات تقول إن هذه الاجتماعات كانت تتم فيها المساومة على بترول العراق بين شركات النفط البريطانية والحكومة البريطانية، وقد قال في تلك الفترة رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير عندما سئل عن هذه الاجتماعات: "هذه مؤامرة وهراء"، لكن عندما كشفت هذه الوثائق أمام الجميع عام 2002 كذب طوني بلير مرة أخرى هذه الادعاءات.

وقبل 5 أشهر من احتلال العراق جلس رئيس الصناعة والتجارة آنذاك "بارونس سيمونس" باسم شركات النفط البريطانية مع أمريكا على طاولة المفاوضات، طالبا حصة من نفط و غاز العراق قائلا :"بهذه الشروط ندخل الحرب"، ودخلوا لأن شركات النفط حصلوا على مرادهم.

وكانت المساومة خلف الكواليس من أهم تلك الوثائق السرية.

لا تندهشوا إذا علمتم أن الأمم المتحدة دعمت تنظيم بي كي كي لأنها لم تعطي اللاجئين قرشا واحدا بل أرسلت المساعدات للمنظمات الإرهابية، فلا يوجد على ظهر اللاجئ برميل من النفط، كل ما يحمله هو وسادته وغطاؤه، حيث أن التنظيمات الإرهابية تملأ جيوب شركات النفط والغاز.

نفط العراق، وروسيا، وأذربيجان، وإيران، وتركمانستان يعبر عبر خطوط الأنابيب التركية والتي هي أرخص طرق النقل أجورًا، وتريد روسيا تصدير موارد الطاقة لديها إلى أوروبا عن طريق تركيا الوحيد والبديل عن الطريق الأوكراني المغلق.

وقد حملت قمة الطاقة المنعقدة في تركيا معاني مهمة جدا، فقد تصدرت عبارات لرئيس الجمهورية أردوغان الأجندات العالمية بقوله: "مشاركة الطاقة بشكل عادل وآمن".

فالدنيا مليئة بالشركات التي تشبه الدجاج، والدجاجة عندما يكون أمامها طعام تهجم على طعام الدجاجات الأخرى، فهم قتلوا ملايين الناس من أجل البترول بل وساوموا هؤلاء الجشعين.

لن تفهموا أبدا ما يحصل في المنطقة من إرهاب وفوضى ما لم تنظروا إلى تنظيمات مثل غولن، وبي كي كي، وبي ي دي، وداعش على أنهم "طعام للدجاج" ومن أجل هذا فإن الغرب المعتاد على الاستعمار وسفك الدماء يحتضن التنظيمات الإرهابية من أجل استخدامها لمآربه النتنة.

فعقول هؤلاء كعقول الدجاج الفارغة يصبحون دمى بيد الجالسين على طاولة الحوار، ومن ثم يهلكون في القبر.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس