ترك برس

قال المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه"، راي ماكغفرن إن وكالة الأمن القومي الأمريكي كانت تملك معلومات عن محاولة الانقلاب العسكري الساقط في تموز/ يوليو، لكنها أحجمت عن تقديمها لأنقرة، متهما وسائل الإعلام الأمريكية بتشجيع الانقلابيين عبر بث أخبار عن هروب الرئيس أردوغان خلال محاولة الانقلاب.

وأضاف ماكغفرن في مقابلة مع راديو سبوتنيك الروسي أن العلاقات الأمريكية التركية لم تعد مثلما كانت في الماضي قبل وصول أردوغان إلى السلطة. وقال "قبل الغزو الأمريكي البريطاني للعراق في عام 2003، توقع نائب وزير الدفاع الأمريكي، بول وولفوتز، أن تسمح أنقرة بانتشار القوات الأمريكية في شمال البلاد، لكن ذلك لم يحدث أبدا. في ذلك الوقت كانت واشنطن تنظر إلى أنقرة على أنها مسخرة لخدمة مصالحها الخاصة".

وأضاف ماكغفرن أن الزمن تغير، فالأتراك لن يعملوا بالطريقة القديمة، مشيرا إلى الاستياء داخل إدارة أردوغان من رد فعل الولايات المتحدة التي التزمتت الصمت إزاء محاولة الانقلاب الساقط في يوليو/ تموز.

وتابع إن الولايات لم تلتزم بالصمت الغريب فحسب، بل كانت هناك تقارير في وسائل الإعلام الأمريكية تتحدث عن هروب أردوغان، مضيفا أن "أفضل شيء يمكن أن تفعله لتشجيع مدبري الانقلاب هو القول بأن الرئيس قد هرب".

وقارن ماكغفرن بين موقف روسيا والولايات المتحدة من الانقلاب، وقال إن موسكو أبلغت أنقرة بمعلومات سرية ترجح وقوع انقلاب، في الوقت الذي لم تُطلع فيه الولايات المتحدة تركيا على معلومات كانت ستفضي إلى النتيجة نفسها.

وبحسب ماكغفرن الذي عمل لمدة 27 عاما محللا في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، فإن كالة الأمن القومي الأمريكي كانت تملك هذه المعلومات، لكنها أحجمت عن تقديمها لتركيا.

واستبعد المحلل الأمريكي أن تقدم الولايات المتحدة على الاستجابة لطلب تركيا بتسليم فتح الله غولن المتهم الرئيس بتدبير محاولة الانقلاب والمقيم حاليا في ولاية بنسلفانيا.

وفيما يتعلق بالخلافات بين أنقرة وواشنطن، وتناقض وجهات نظرهما حول مستقبل العراق وتركيا، قال ماكغفرن إن تركيا هي الورقة الرابحة في هذا الصدد، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ارتكبت عددا من الأخطاء في المنطقة، بما في ذلك خرق وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر لوقف إطلاق النار الأخير في حلب.

وانتقد ماكغفرن ما اعتبره جهل الولايات المتحدة بما يحدث في المنطقة، وقال لا أعتقد أن الولايات المتحدة تعلم ما يجري في الشرق الأوسط، في إشارة منه إلى التصريح الأخير لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الذي وصف فيه سوريا بأنها أكثر القضايا التي شهدها في حياته العامة تعقيدا على الإطلاق.

ورأى ماكغفرن أن الولايات الوتحدة وتركيا لا تزالان حليفيتين وبينهما شراكة عميقة ودعم في حلف شمال الأطلسي، على الرغم من التوترات الأخيرة بينهما. وقال إن الزعيم التركي أردوغان ذكي جدا في ذلك، فهو يتودد إلى كل من واشنطون وموسكو لحماية مصالح بلاده.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!