ترك برس

قال الكاتب والمحلل السياسي التركي، إسماعيل ياشا، إن الأطراف التي تستهدف تركيا تنسى أن الشعب التركي الذي تصدى لمحاولة الانقلاب بصدور عارية، لن تخيفَه الهجمات الإرهابية الجبانة، كما أن عشاق تركيا لن يتخلوا عن جمالها ولن يستسلموا للإرهاب.

وفي مقال له بصحيفة العرب القطرية، لفت ياشا إلى أن تركيا تعرضت العام الماضي لهجمات إرهابية كبيرة استهدفت أمنها واستقرارها، ودخلت العام الجديد على وقع عملية إرهابية أخرى ضربت منطقة أورتاكوي السياحية بمدينة اسطنبول في ليلة رأس السنة.

وأسفرت الهجمات عن عشرات القتلى والجرحى. وبعد أقل من خمسة أيام، كشف الإرهاب هذه المرة عن وجهه القبيح غربي البلاد، حيث قام الإرهابيون الخميس الماضي، بتفجير سيارة مفخخة أمام مبنى محكمة في مدينة إزمير، واشتبكوا مع قوات الأمن.

وأكّد ياشا أن الأسلحة التي تم العثور عليها في حقائب الإرهابيين تؤكد أنهم كانوا يخططون لمجزرة، إلا أن شرطي المرور الذي اشتبه فيهم حال دون وقوع الكارثة. وقتل اثنان من الإرهابيين في الاشتباكات، وهرب ثالث، كما استشهد فيها ذلك الشرطي البطل وموظف في المحكمة.

وبحسب ياشا، فإن المعلومات الأولية حول المشتبه به في عملية أورتاكوي، تشير إلى انتمائه إلى تنظيم داعش الإرهابي. وأما عملية إزمير الأخيرة فتقول السلطات التركية إن جميع الأدلة والمؤشرات تشير إلى وقوف حزب العمال الكردستاني وراءها. وهذا يعني شيئا واحدا فقط، وهو أن المنظمات الإرهابية تتناوب على القيام بمثل هذه العمليات.

وشدّد على أن المنظمات الإرهابية في الآونة الأخيرة تتداعى على تركيا كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها. حزب العمال الكردستاني، والكيان الموازي، وتنظيم داعش، وجبهة حزب التحرير الشعبي الثوري، ومجموعات يسارية متطرفة، بالإضافة إلى أجهزة استخبارات إقليمية ودولية وأدواتها.

وترى تركيا قيادة وشعبا أن هناك عقلا مدبرا يحرك كل تلك المنظمات الإرهابية وفق استراتيجية تهدف إلى استنزاف طاقة البلاد وإشغالها في الداخل وإبعادها عن الملفات الإقليمية.

ورأى ياشا أن موجة الهجمات الإرهابية التي تشهدها تركيا هدفها ترويع الشعب التركي ونشر أجواء الرعب في البلاد وشل حركة السياحة فيها وضرب اقتصادها، إلا أنهم ينسون أن الشعب التركي الذي خرج في الخامس عشر من يوليو الماضي إلى الشوارع والساحات، وتصدى للدبابات بصدور عارية، لن تخيفه مثل هذه الهجمات الإرهابية الجبانة، كما أن عشاق تركيا لن يتخلوا عن جمالها ولن يستسلموا للإرهاب.

يريدون من الشعب التركي أن يتهم حكومته التي انتخبها بإرادته الحرة بأنها تقف عاجزة أمام عمليات المنظمات الإرهابية، ويثور ضدها، حتى تعم البلاد حالة الفوضى، إلا أن الشعب التركي أكثر وعيا مما يتخيلون، ويعرف جيدا من أين تأتي هذه الهجمات، وما هي أهدافها. ولذلك سيفشلون بإذن الله ولن تحقق كل هذه العمليات الإرهابية أهدافها.

وتابع الكاتب: "يريدون من الشعب التركي أن يتهم رئيس الجمهورية الذي انتخبه بإرادته الحرة بأن مواقفه وسياساته هي التي جلبت لتركيا هذه الهجمات الإرهابية، وأن يرفض في الاستفتاء الشعبي مشروع الانتقال من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، إلا أن الشعب التركي لن يقع في هذا الفخ، ويدرك مدى أهمية هذا المشروع لتعزيز الاستقرار السياسي في البلاد، وبالتالي لن تنجح المنظمات الإرهابية ولا القوى التي تقف وراءها في منع تركيا من الانتقال إلى النظام الرئاسي.

وختم مقاله بالقول: "يريدون من الشعب التركي أن يضغط على قادة بلاده لتنسحب أنقرة من الملفات الإقليمية، وتوقف عملية درع الفرات، إلا أن الشعب التركي يرى ضرورة مكافحة الإرهاب خارج حدود البلاد، ولذلك لن يستسلم، ولن يركع، بل سيلتفّ حول قيادته أكثر من أي وقت آخر".

ومؤخرًا، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن الذين لا يملكون شجاعة الخروج لمجابهة تركيا علناً يسعون لإخضاعِها عبر المنظمات الإرهابية، مضيفًا: "لم يعد باستطاعة أحد إنكار حقيقة أن أحدهم يرعى ويسلح ويقوي ويوجه تنظيم حزب العمال الكردستاني، وتنظيم داعش، ومنظمة فتح الله غولن ومنظمات إرهابية أخرى، ويطلقها على تركيا".

ومضى بقوله: "قضي الأمر بالنسبة لنا، ولن نتوقف حتى تطهير الباب ومنبج والمناطق الأخرى من المنظمات الإرهابية، وسنقوم بكل ما نستطيع من أجل إعادة تحقيق الأمن والاستقرار لأخوتنا السوريين والعراقيين. الدول التي نقول عنهُم حلفائنا، إذا ساندونا خلال هذه المرحلة، سنفهم أنهم أصدقائنا، وإذا لم يدعمونا سنواصل في طريقنا بإمكاناتِنا الذاتية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!