سامي كوهين - صحيفة ميللييت - ترجمة وتحرير ترك برس

جرت العادة في الولايات المتحدة الأمريكية على القيام بجردة حساب لأول مئة يوم قضاها الرئيس المنتخب حديثًا في البيت الأبيض.

وبشكل عام تشير نتائج إستطلاعات الرأي إلى حصول الرؤساء الأمريكيين في الماضي القريب بشكل عام على دعم شعبي بحدود 70 في المئة (وفي بعض الحالات بلغ 80 في المئة) خلال الفترة المذكورة.

فما هي حصيلة دونالد ترامب خلال الأيام المئة الأولى من حكمه؟

حسب أحدث استطلاعات الرأي 40 في المئة... مع أن الرقم الذي بلغه رجل الأعمال الملياردير في الأيام الأولى له في البيت الأبيض، كان أعلى بكثير.

لندع أرقام مؤسسات استطلاع الرأي جانبًّا، فالعلامة التي حصل عليها في الأيام المئة الأولى من عهده، من شرائح الشعب الأمريكي المختلفة، في غاية السوء. والبعض يصف هذه الفترة بـ "الفضيحة"، فيما يعتبرها البعض الآخر "كارثة".

اختلاف في الأسلوب

ما أن استلم ترامب مهام منصبه حتى أصدر على وجه السرعة العديد من الأوامر التنفيذية، التي أظهرت ردود الأفعال عليها والمظاهرات المناهضة لها في الشارع، حدوث استقطاب في المجتمع الأمريكي.

بشكل عام، ينهي الرؤساء الجدد على وجه السرعة مسألة الكوادر العاملة في الإدارة. أما ترامب فقد تخبط في التعيينات، ورفض الكونغرس جزءًا من الأسماء التي اختارها. وعلاوة على ذلك، فإن هناك كوادر لم تُعين بعد في مفاصل مختلفة من الإدارة على الرغم من مرور مئة يوم. بيد أن ترامب لم يتأخر في تعيين ابنته وزوجها بين مستشاريه في البيت الأبيض!

وهناك أيضًا مسألة طراز وأسلوب ترامب في التعاطي مع القضايا. وهذا يظهر اختلافات غير مألوفة وأمورًا تصل إلى حد العجب. فمنذ الأيام الأولى لرئاسته اصطدم مع بعض زعماء الدول بدءًا من المكسيك وحتى أستراليا. وبعد أن وجه سيل انتقاداته خلال الحملة الانتخابية لاتفاقية التجارة في أمريكا الشمالية وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، اضطر إلى التراجع عن وعوده السابقة وتغيير مواقفه.

استعراض عضلات

اتخذ ترامب مواقف "نارية" من أجل تقديم صورة "أمريكا القوية" في قضايا السياسة الخارجية، التي لم يكن يلقي لها الكثير من البال حتى هذه المرحلة من عمره. فأطلق "الصواريخ المدمرة" على سوريا، و"أم القنابل" على أفغانستان، واستعرض عضلاته على الصعيد العسكري أمام كوريا الشمالية.

وحتى ينفذ وعدًا تعهد به خلال الحملة الانتخابية، وقع ترامب، ما أن أصبح سيد البيت الأبيض، أمرًا تنفيذيًّا بحظر التأشيرة على مواطني 7 بلدان إسلامية. غير أن هذا القرار قُوبل باعتراض من المحاكم الفيدرالية، وعلى الإثر تم تجميده. وعلى نفس المنوال، حاول ترامب إقامة جدار على الحدود مع المكسيك، لكنه لم يحصل على النتيجة التي كان يرجوها.

أقدم ترامب على خطواته الأولى من أجل تطبيق سياساته الليبرالية بدءًا من التأمين الصحي وحتى النظام الضريبي، لكنه قوبل بغضب شريحة واسعة من الشعب ومن السياسيين (البعض منهم من الحزب الجمهوري)...

أما عن سياسة ترامب تجاه تركيا، فهو لم يتخذ موقفًا واضحًا في الأيام المئة الأولى له في البيت الأبيض بشأن كيفية تعامله مع أنقرة. ولم يتبين بعد كيف يتصرف في قضايا جماعة غولن ووحدات حماية الشعب والأزمة السورية والملف العراقي. ويبدو أن ذلك سيتضح بشكل أفضل عقب مباحثاته في واشنطن مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان أواسط مايو القادم.

عن الكاتب

سامي كوهين

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس