الأناضول

تشتهر ولاية تشوروم وسط تركيا باحتضانها بقايا عاصمة الحثيين "حاتوشا"، وأطلال مبان أثرية، ومتاحفها التي تضم آلاف القطع الأثرية من حضارات مختلفة تجذب سياح العالم.  

وأطلقت وزارة الثقافة والسياحة وولاية تشوروم، حملة للتعريف بالمقومات السياحية في المنطقة، بغية جذب 500 ألف سائح سنويا على الاقل.  

وتقع حاتوشا حاليا في قضاء "بوغاز قلعة"، وتتميز بأبنيتها القائمة إلى يومنا مثل المعابد ومساكن ملكية وتحصينات، ونقوش وزخارف بوابة الأسود والبوابة الملكية، وممر تحت الأرض بطول 71 مترا، فضلا عن الأسوار التي تحيط بالمدينة الأثرية، ويبلغ طولها 6 كم. 

كما يستقطب مجمّع "يازيليكايا" المحفور في الصخر، ومخازن القمح الكبيرة، الزوار الراغبين في التجول في أرجاء عاصمة إحدى أقدم الحضارات البشرية ورؤية التحف الفنية المنقوشة على الصخور، التي قاومت الزمن.

وفي عام 1986 أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، حاتوشا على قائمة التراث العالمي، نظرا لما تتمتع به من أهمية تاريخية وفنية، وكونها الشاهد الوحيد على الحضارة الحثية المندثرة، التي كان لها حضور واسع في الأناضول وشمالي سوريا في الألفية الثانية والأولى قبل الميلاد.

وإضافة إلى ذلك، ألحقت اليونسكو، الرقم المسمارية المكتشفة في حاتوشا، بسجل "ذاكرة العالم"، لا سيما وأنها تمثل أقدم نموذج معروف للغات الهندو أوروبية.     

وتعرف حاتوشا بأنها العاصمة التي شهدت توقيع اتفاقية قادش عام 1280 قبل الميلاد، بين الحثيين والمصريين، وتعد أول اتفاقية مكتوبة في التاريخ.

وفضلا عن العاصمة حاتوشا وأطلال "ألاجاهويوك"، تشتهر جوروم بآثار "شابينوفا" التي تضم مخزنا للقمح من بقايا المعالم الحثية وتمثال "أم الآلهة" كوبيلي، المنقوش في الصخر.

وقال والي تشوروم نجم الدين قليج، للأناضول، إن الولاية تعد مهدا للحضارة الانسانية منذ الألف الثالث قبل الميلاد.

ونوه أن الحضارة والامبراطوارية الحثية قامت ضمن الحدود الحالية لولاية تشوروم. 

وأكد سعيهم لاستقطاب المزيد من السياح إلى عاصمة الحثيين، التي "يعرفها العالم بأسره، وتُدرس في المناهج الدراسية".

وأشار إلى أن الولاية تعمل على تطوير البنية التحتية للسياحة من أجل خدمة الزوار على أكمل وجه، فضلا عن التعريف بمقومات المنطقة السياحية ومعالمها وأوابدها التاريخية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!