محمد جتين غوليتش - المونيتور - ترجمة وتحرير ترك برس

بدأت حقبة الشراكة التركية مع روسيا بشأن المشاريع الضخمة في تركيا بمحطة أكويو للطاقة النووية، التي يتوقع أن تتكلف 20 مليار دولار. سيستحوذ اتحاد Cengiz-Kalyon-Kolin أو (CKK) على حصة 49٪ في المشروع، وفقا لاتفاق وقع عليه أخيرا في موسكو. ويتوقع التوقيع على الصفقة النهائية في آب/ أغسطس أو أيلول/ سبتمبر المقبلين.

لم يفاجأ أحد عندما أعلن أن اتحاد CKK هو المساهم الرئيس المحتمل في مثل هذا المشروع الضخم. وكان هذا الاتحاد المتعهد في كثير من المشاريع الكبرى في تركيا والخارج، وخاصة في قطاع الطاقة. ويشارك الاتحاد، الذي حقق نموا سريعا في ظل حكم حزب العدالة والتنمية، في الاتحاد الذي يقوم ببناء مطار إسطنبول الثالث بتكلفة 22 مليار يورو (25.1 مليار دولار). وتمتلك شركة Zirve  القابضة، الشركة الأم لـKalyon للبناء  أيضا مجموعة صباح وقناة أي تي في الإعلامية المقربة من الحكومة.

وبمشاركة شركاء أتراك أقوياء سيتسارع العمل في مشروع أك كويو، وخاصة فيما يتعلق بالأوراق اللازمة، مثل التصاريح التي يتوقع الروس إبرامها بحلول نهاية العام. عندما أصبح من المؤكد أن الشركاء الأتراك سيوقعون على ذلك، أصدرت هيئة تنظيم سوق الطاقة في تركيا رخصة إنتاج الطاقة حتى عام 2066. وستصدر وزارة الغابات تراخيص استخدام الأراضي، كما ستصدر وزارة المالية ووكالة الطاقة الذرية رخصة بناء المحطة. ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من ذلك في وقت قصير، حيث سيقدم تاريخ البدء في بناء المحطة إلى سبتمبر 2017  بدلا من عام 2018. وسوف يشارك اتحاد CKK التركي في البناء والإدارة وتمويل الائتمان.

وقال وزير الطاقة بيرات البيرق في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي إن إنتاج الطاقة فى أك كويو يمكن أن يبدأ بحلول عام 2023 في الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية. ووفقا لآخر التقديرات، فإن الوحدة الأولى ستبدأ الإنتاج في عام 2023 ، وستبدأ الثانية  في عام 2024 بسعة إجمالية قدرها 24.000 ميجاوات. ويتفق خبراء الطاقة على أن "يد الساحر" قد أثرت في مشروع أك كويو، ولا يتوقع حدوث عقبات في مرحلتي البناء والإنتاج في المستقبل.

وفي مقابل تسريع عملية البناء، فإن الشركاء الأتراك لديهم طلب مهم، وهو الحصول على حصة متساوية في الإدارة ،على الرغم من أن حصتهم في الأسهم سوف تكون 49٪. وقال مرتضى عطا، رئيس مجموعة كاليون للطاقة، لوكالة الأناضول: "نرى أن الحصول على حصة متساوية في الإدارة طلب منطقي . ونعتقد أنه بمجرد التوقيع على الاتفاق النهائي، سنسهم إسهاما كبيرا  فى زيادة تسريع المشروع".

ويلي مشروع أك كويو مشروع السيل التركي للغاز الطبيعي الذي يبدو أنه يتبع نفس مسار مشروع أك كويو. قبل عامين، أعلنت وكالة الطاقة النووية الروسية (روزاتوم) أنها ستُدخل شركاء في هذا المشروع، وأعلن أليكسي ميلر، الرئيس التنفيذي لشركة غازبروم، التي تبني  خط الأنابيب التركي تحت البحر الأسود من روسيا إلى أوروبا، أن شركته قد تفتح الأبواب أمام الشركاء الأجانب.

هناك  مؤشرات  فعلية على أن مشغلي الغاز في أوروبا مهتمون بشراء أسهم في مشروع السيل  التركية. ويقال إن المستثمرين الأتراك، الذين تجاهلوا سوق الطاقة عموما، حركتهم الاستفادة من الأوروبيين. ومن المتوقع أن تكون شركة  خطوط نقل أنابيب البترول التركية بوتاش المملوكة للدولة الشريك الرئيس.

سألت المونيتور غوكان يارديم، الرئيس التنفيذي السابق لشركة "بوتاش" هل إدخال شريك تركي سيكون مثمرا؟ فأشار إلى أنه في حالة مشروع خط أنابيب السيل الأزرق "بلو ستريم" لتوريد الغاز الطبيعي من روسيا إلى تركيا عبر البحر الأسود، اقترح الروس شراكة مع تركيا بنسبة 50٪، لكن أنقرة وجدت أن هذا المشروع غير مربح. وقال يارديم: "الغاز ليس ملكنا... أن نكون الشريك الوحيد لخط الأنابيب أمر مكلف ومحفوف بالمخاطر. ولهذا السبب لم نوافق على شراكة في "السيل الأزرق". اختارت  أنقرة بدلا من ذلك الحصول على إيجار مد خطوط الأنابيب عبر أراضيها."

قد تزداد فائدة مشروع السيل التركي، إذا قررت دول الاتحاد الأوروبي شراء الغاز من المشروع. واعتمادا على الطلب الأوروبي، يمكن أن تنقل الخطوط الأربعة 6 مليارات متر مكعب من الغاز. ولم يشر الأوروبيون حتى الآن إلى أي أرقام، لكن هناك تقارير عن التوصل إلى اتفاقات ثنائية بين بعض الدول الأوروبية وروسيا.

ما يزال الروس يخططون لبناء أنبوبين في المرحلة الأولى. وقال يارديم إن أحدهما سيزود تركيا بالغاز، وسيباع  16 مليار متر مكعب من الغاز من الأنبوب الثاني إلى أوروبا، بيد أنه إذا لم يتحول الاتحاد الأوروبي إلى عميل جيد، فإن  غاز الأنبوب الثاني يمكن بيعه إلى دول البلقان من خلال صفقات ثنائية.

من غير الممكن تحديد كيف سيكون مشروع السيل التركي مربحا، ما دام الطلب الأوروبي غير محدد. ويقول الخبراء إن على تركيا لكي تصبح عضوا فاعلا فى سوق الغاز العالمي، أن تأخذ بعض المخاطر. ستدخل تركيا في العام المقبل الساحة الأوروبية منتجا وناقلا للغاز عندما يبدأ تشغيل خط أنابيب الغاز الطبيعي العابر للأناضول "تاناب".

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس