ترك برس

يجري العمل على مخطط لإعادة بناء مركز أتاتورك الثقافي ليكون مطلًا على ساحة تقسيم في وسط مدينة إسطنبول، بعد توقفه عن العمل لعدة سنوات.

سيتم تزويد المبنى الجديد بموقف لسيارات الأجرة أمام المبنى، إضافة لموقف سيارات متعدد الطوابق بالقرب منه، كما سيضم المقر الجديد جزءًا من القنصلية الليبية وحديقة أمامية لمقهى يقع بالقرب منه، وستصل مساحته الكلية إلى 35 ألفًا و206 أمتار مربعة بعد أن كانت 5 آلاف و794 متر مربع.

وتهدف عملية إعادة البناء إلى تطوير المركز حيث سيضم صالة أوبيرا، ومسرحًا، وسينما، وقاعات للحفلات الموسيقية، إضافة إلى مركز للمعارض وقاعة للمؤتمرات. وسيتم كذلك الاهتمام بالمرافق الخدمية كالمكتبة، والمتحف، ومعرض الفنون والوحدات التجارية كالمقهى والمطعم.

وسيكون المهندس المعماري المسؤول عن إعادة البناء مراد تابانلي أوغلو نجل المهندس العماري حياتي تابانلي اوغلو الذي كان مسؤولًا في عام 1969 عن إنشاء البناء الأصلي.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن في وقت سابق عن إعادة إنشاء المبنى، وذلك في كلمة له خلال إفطار رمضاني في 12 يونيو/ حزيران الماضي، استضاف فيه مجموعة من الفنانين والرياضيين الأتراك.

وقال أردوغان: "سنقوم ببناء دار أوبيرا رائعة"، وأضاف: "سنقوم بصناعة نصب جميل في مدينتنا الجميلة إسطنبول من خلال استغلال المساحات غير المستخدمة التي تقع حول المبنى وبالقرب منه. ونخطط حاليًا لإعادة البناء وسنبدأ قريبًا بالتنفيذ".

بدأ بناء مبنى المركز الثقافي للمرة الأولى في 29 أيار/ مايو 1946. ولكن نظرا لعدم وجود تمويلٍ كافٍ لإتمام البناء، تم إيقافه لسنوات عديدة. وبعد عشر سنوات، تمت إعادة البناء على يد المهندس المعماري تابانلي أوغلو، الذي أتمّه بعد 23 عامًا ليدخل حيز الاستخدام في 12 نيسان/ أبريل 1969 تحت اسم قصر إسطنبول الثقافي.

وفي 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 1970، خلال أداء مسرحية آرثر ميلر "البوتقة" اشتعل حريق مأساوي في المبنى، تسبب في دمار شديد بعد عام واحد من إتمام بنائه. ولم يمنع ذلك تابانلي أوغلو من بذل جهود لإعادة إصلاحه مرة أخرى حتى أعيد فتحه بعد ثماني سنوات تحت اسم جديد، وهو مركز أتاتورك الثقافي.

وفي عام 2005، اقترحت أتيلا كوك، وزيرة الثقافة آنذاك، هدم المبنى، قائلة إنه لا يعود بأرباح اقتصادية كافية. إلا أن حزب العدالة والتنمية الحاكم تخلى عن هذه الخطة في رد فعل مكثف ضدها. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2007، سجل مجلس حماية إسطنبول في أنقرة المركز باعتباره رصيدا ثقافيا للبلاد، وفي فبراير 2012 بدأت أعمال الترميم من خلال منحة بقيمة 30 مليون ليرة تركية بدعم من مجموعة صبانجي.

وقد ألغي هذا العمل في وقت لاحق لأنه وبحسب ما قيل فإن عملية إعادة بناء المركز بدَت "مستحيلة". وفي عام 2017 أعلنت الحكومة التركية بدء مخططات إعادة بناء هذا المركز في محاولة الحفاظ على كل ما يتعلق بالثقافة والإرث التركيين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!