ترك برس

إلى جانب كونه دبلوماسياً أمريكياً سابقاً، ومستشاراً حالياً لبارزاني منذ 2003، فإن أهم ما يميز الأمريكي "بيتر غالبريث" أنه من أشد المدافعين عن فكرة انفصال الإقليم عن العراق، وأنه الشخصية الأولى التي تعينه واشنطن سفيراً لأي كيان انفصالي، فضلاً عن كونه عرّاب اتفاقيات الشركات الأجنبية النفطية في المنطقة.

هذه المقدمة القصيرة عن خلفية الرجل ربما لتكون كافية لمنح كلام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحق، في وصفه لهذا الشخص بأنه من "اللورنسيين الجدد" في المنطقة. إذ تصفه بعض الأطراف بالعميل الأمريكي من الدرجة الأولى، وهو الشخصية الأولى التي تعينها واشنطن سفيراً لأي كيان انفصالي كما كان الحال في كرواتيا، وأفغانستان وتيمور الشرقية، ومن المرشح أن يكون أول سفير لبلاده في أربيل في حال إعلانها الانفصال عن العراق.

أجرت صحيفة "خبر ترك" التركية قبل أيام، لقاء مع "بيتر غالبريث" الدبلوماسي الأمريكي السابق والمستشار الحالي لرئيس إقليم شمالي العراق مسعود بارزاني، حول استفتاء انفصال الإقليم عن العراق.

وأكد غالبريث في حديثه للصحيفة أن أربيل ستعلن انفصالها في غضون عامين، مشيراً إلى أن المرحلة القادمة ستكون بمثابة مرحلة انتقالية تحددها الحكومة العراقية، وفق رأيه.

وفي رده على سؤال حول عدم تراجع بارزاني عن خطوة الاستفتاء، قال غالبريث إن "قرار الاستفتاء من أهم القرارات التاريخية التي اتخذها الشعب الكردي. ولا يحق لأية إدارة في الإقليم سواء الحالية أو التي قد تأتي لاحقاً، أن تلغي الاستفتاء أو تتراجع عنه، وإلا يكون هذا متناقضاً مع الديمقراطية."

وفيما يتعلق بالموعد المحدد للانفصال والموقف الأمريكي من الاستفتاء، قال غالبريث إن "بارزاني حدد المدة التي ستسبق الانفصال بعامين، وهذه فترة منطقية ومعقولة. لكن الضغوط الممارسة على أربيل من قبل أنقرة وطهران قد تؤدي إلى تقديم الانفصال"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لم تعارض الاستفتاء وإنما عارضت توقيته، قائلاً: "أعتقد أن أحد المسؤولين الكبار في إدارة ترامب، أقنع الأخير بإطلاق تصريحات تفيد بعدم صوابية إجراء الاستفتاء في الوقت الحالي، سيما وأن إدارة ترامب لم تعلن يوماً أنها تعارض الاستفتاء، بل عارضت توقيته."

وحول رغبة الإدارة الأمريكية بتأسيس "دولة كردستان" قال غالبريث: "أعتقد أن الولايات المتحدة تعلم أن دولة كردستان ستؤسس لا محالة في القريب".

وبخصوص موقف تركيا ورئيسها أردوغان تجاه استفتاء الانفصال، وعن أسوأ سيناريو من جانب تركيا وهو إعلان الإقليم انفصاله وضمه مناطق سيطرة تنظيم "ب ي د" في سوريا، ومحاولته لاحقاً ضم أراض من تركيا إليه، قال غالبريث مستبعداً هذه الفرضية: "تركيا لا تريد لهذا السيناريو أن يتحقق، كما أن الإقليم العراقي وأكراد سوريا (ب ي د) يعاديان بعضهما البعض، فضلاً أنه من المستبعد توطيد بارزاني علاقاته مع تنظيم ’بي كي كي‘ مستقبلاً."

وأوضح غالبريث استبعاده فكرة انفصال "ب ي د" عن سوريا، مؤكداً أنه زار مناطق "ب ي د" في سوريا 10 مرات خلال السنوات الأخيرة، وأن التنظيم المذكور يريد نظاماً فيدرالياً في سوريا وليس الانفصال التام.

واختتم غالبريث لقاءه الصحفي بالإشارة إلى أن أربيل لم تشكل يوماً ما تهديداً تجاه أنقرة، بل على العكس كانت تقف إلى جانبه دوماً في مكافحتها "بي كي كي"، كما أن تركيا أقوى من أن تهددها دولة جديدة العهد بالانفصال، على حد تعبيره.

(صورة أرشيفية لـ غالبريث مع وزير الخارجية الفرنسي السابق برنارد كوشنير وهما في زيارة العام الماضي لإحدى المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات ’ب ي د‘ في سوريا)

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!