ترك برس

رأى الباحث في العلاقات الروسية التركية، باسل الحاج جاسم، أن التصريحات الأمريكية بشأن وقف تسليح الميليشيات الكردية في الشمال السوري، قد تكون محاولة تضليل أخرى من جملة حملات تضليل سابقة بدأتها الولايات المتحدة تجاه تركيا منذ غزوها العراق في عام 2003.

وأعلنت الحكومة التركية، يوم الجمعة، أن الرئيس رجب طيب أردوغان، تلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميركي دونالد ترامب، وأن الأخير أصدر تعليمات واضحة لمؤسسات بلاده بعدم إرسال شحنات إضافية من الأسلحة لميليشيات "حزب الاتحاد الديمقراطي" (بي واي دي).

وقال الحاج جاسم، إنه يتعين التركيز على النقاط الخلافية في طريقة التعاطي مع المسألة السورية بين كل من إدارة ترامب، ووزارة الدفاع، و"سي آي أيه"، بحسب صحيفة "عربي21".

وأضاف الباحث: "يبدو للآن أن ترامب جدي في تصريحاته التي فرضتها المتغيرات العسكرية في سوريا، لا سيما بعد مشارفة الحرب على التنظيم على نهايتها". وتساءل: "لكن هل البنتاغون جاد في ذلك، وهل السي آي إيه جادة أيضا؟".

وأوضح: "ليست المرة الأولى التي تصدر فيها تصريحات أمريكية مماثلة، لذلك لا بد من بوادر حسن نية أمريكية تجاه تركيا، على رأسها إرغام الوحدات الكردية على الانسحاب من غرب نهر الفرات في حلب".

من جانب آخر، لم يستبعد الجاسم أن يكون وراء التصريحات الأمريكية محاولة تضليل أخرى من جملة حملات تضليل سابقة بدأتها الولايات المتحدة منذ غزوها العراق في عام 2003، عندما وعد الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن تركيا بأن مدينة كركوك سيكون لها وضع خاص.

واستدرك الحاج جاسم: "لقد ذهب ذلك الوعد أدراج الرياح.. إن كانت التصريحات تضليلية، هذا يعني أن واشنطن تسعى من خلالها لدق إسفين في التقارب الروسي التركي الإيراني، الذي يبدو للآن تقاربا جادا، بدأ يعطي نتائج على الأرض، نتائج من شأنها عرقلة المصالح الأمريكية في سوريا".

وضمن رؤيته للوضع الذي أدى بواشنطن إلى موقفها الأخير، قال الخبير بالشأن التركي ناصر تركماني، إن هناك متغيرات عدة، موضحا أن أبرزها "النتائج التي خرجت بها القمة الثلاثية الروسية التركية الإيرانية الأخيرة في مدينة سوتشي".

وقال: "أدركت الولايات المتحدة أن تركيا ماضية في تحالفها الجديد مع روسيا، الذي سيؤثر على مصلحتها في الشرق الأوسط برمته".

وأضاف: لقد راهنت الولايات المتحدة في الفترة السابقة على الوحدات الكردية لتحقيق استراتيجيتها في سوريا والعراق، وهي التي عودتنا على سعيها الدائم نحو عقد صفقات كبرى، وهذه الصفقات بحاجة إلى حلفاء أقوياء، لا إلى مليشيات ضعيفة لا تمتلك رؤية استراتيجية، ويرتبط بوجودها بحجم الدعم المقدم لها.

وأشار تركماني إلى متغير آخر، يعتبره من المتغيرات التي لم تنل حظها من التغطية الإعلامية، قائلا: "بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، واتخاذها لمواقف أكثر استقلالية عن سياسات الولايات المتحدة، بدأت بالبحث عن شريك استراتيجي قادر على تحقيق نوع من التوازن فيما يتعلق بموضوع النفط والغاز في أوروبا وآسيا".

وأضاف، ما نشهده من تقارب تركي بريطاني ليس تقاربا محدود النتائج أو التأثير، لا سيما بعد الخطوة البريطانية الكبيرة تجاه تركيا، المتمثلة بنقل تكنولوجيا صناعة محركات الطائرات للأراضي التركية.

واعتبر تركماني أن الاتفاق الذي وقع في أيار/ مايو الماضي بين شركات تركية وبين شركة "رولز رويس" البريطانية، ساعد تركيا على الخروج من عباءة التحكم الأمريكي في موضوع تصنيع الطائرات محليا في تركيا.
وأمس الأحد، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، إن بلاده تأمل بأن تقطع الولايات المتحدة شراكتها مع  التنظيم الإرهابي في أقرب وقت.

وأضاف أن تركيا حذرت الولايات المتحدة مرارًا وتكرارًا من مغبة استخدام امتدادات منظمة "بي كي كي" الإرهابية، مثل "بي واي دي" و"واي بي جي"، في إطار مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي، وأن واشنطن كانت تقول إن استخدام تلك المنظمات الإرهابية ليست خيارًا بل من باب الضرورة.

ولفت يلدريم أن المرحلة الحالية تشهد نهاية تنظيم "داعش" الإرهابي في المنطقة، ما يعني انتهاء الحاجة الأمريكية لاستخدام امتدادات "بي كي كي" الإرهابية في المنطقة.

وقال: "نأمل بأن تقطع الولايات المتحدة شراكتها مع تنظيم "واي بي جي" الإرهابي في أقرب وقت، وأن تعود إلى شركائها وحلفائها الحقيقيين في المنطقة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!