ترك برس

تناول برنامج تلفزيوني على قناة الجزيرة القطرية الرسائل التي يبعثها مستوى تمثيل الدول في قمة القدس الإسلامية بإسطنبول، ودلالات غياب زعماء دول عربية كبرى عن القمة.

وقال أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت نشأت الأقطش، خلال مشاركته في برنامج "ما وراء الخبر"، إن إحضار السعودية 52 دولة "كومبارس" في "قمة ترمب" بالرياض مقارنة بالقمة الإسلامية من أجل القدس يجعل المشهد واضحا، ومفاده أن عواصم عربية وإسلامية ترى أن الأولوية هي لترسيخ علاقتها بتل أبيب.

وأوضح أن هناك تسريبات إسرائيلية بأن دونالد ترمب استشار العديد من الدول العربية، وأن ثمة موافقة على مسعاه للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، غير أن الأخطر بالنسبة إليه هو أن العلاقات الإستراتيجية العلنية بين دول عربية وإسرائيل ليست جديدة، بل تعود لعقود.

من ناحيته، قال الباحث في الفلسفة السياسية بجامعة باريس رامي الخليفة العلي إن بين الدول التي حضرت، وليس فقط التي غابت، ما لها علاقات إستراتيجية مع إسرائيل، ومنها تركيا التي تربطها علاقات اقتصادية واسعة مع إسرائيل، وأقامت مناورات مشتركة معها قبل شهور.

ومضى يقول إن التوقعات من القمة لم تتحقق كما تمنى المتفائلون. وأرجع العلي ضعف تمثيل دول وازنة كالسعودية ومصر إلى غرق المنطقة في خلافات وصلت حد إراقة الدم، مبينا أن من حضرها استعرض عضلات لفظية، إذ الكل يتحدث ولا يفعل شيئا.

وخلص إلى القول إن القمة -سواء حضر من حضر أو غاب من غاب- معروف سقفها، في ظل حالة التشتت في العالمين العربي والإسلامي، وأنه لا يمكن تخيل إغلاق قواعد أميركية أو سحب سفراء من دول تعمل في الهامش الذي تتيحه أميركا، متسائلا: "هل تتوقعون أن يكون عبد الفتاح السيسي مقاوما لأميركا؟"

من إسلام آباد قال المحلل السياسي تيمور شامل، إن موقف القمة كان قويا لجهة إحياء الضمير العالمي ورفض الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل، مما يضع ترمب تحت الضغط.

وتساءل: "هل سنكتفي بالاحتجاجات؟" مجيبا أنه آن الأوان لتوحيد الصفوف الإسلامية، لأن في ذلك المخرج الوحيد.

وانتهى إلى القول إن الدول العربية لم تقم بالشيء الكثير تجاه فلسطين، بما قد يسمح لقوى كبرى في الشرق الأوسط مثل تركيا وإيران وباكستان مستقبلا بأن تتولى مسؤولياتها تجاه هذه القضية المشتركة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!