مليح ألتنوك – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

السؤال الوراد في العنوان ليس لي، وإنما ورد في مقالة لبوروزو دراغي، من شركة باز فيد، الرائدة في مجال إعلام الإنترنت في الولايات المتحدة، وهو سؤال في محله.

لنتذكر تلك الأيام العصيبة..

فترة حافلة بالهجمات الإرهابية المستمرة منذ الفوضى التي اندلعت مع انتخابات 7 يونيو/ حزيران 2015، حتى الهجوم على النادي الليلي "رينا" في إسطنبول في يناير/ كانون الثاني 2017. 

قُتل 538 شخصًا في حوالي 30 هجومًا نفذها حزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش. ومع إضافة محاولة تنظيم غولن الإنقلابية الفاشلة في 15 يوليو 2016.. لو كانت تركيا صخرًا لتصدعت، لكنها لم تنهار. 

ولهذا تتساءل مقالة دراغي عن أسباب الرياح الأمنية التي هبت في تركيا عقب هذه المرحلة الدامية. 

وتؤكد أن هذا المشهد الإيجابي وتوقف الهجمات ناجم عن "السياسات الحازمة" لتركيا.

وتلفت إلى التدابير الأمنية المشددة التي اتخذتها تركيا باعتبارها مسارًا يعبر منه الإرهابيون إلى مناطق الفوضى والاقتتال. 

وتشيد بشبكة كاميرات المراقبة والتدابير الأمنية الاستثنائية المطبقة في المطارات والعمليات المنفذة من أجل تحقيق أمن الحدود البرية التركية. 

نأمل أن يستمر هذا الهدوء، وأن تواصل قوات الأمن إحباطها مساعي الإرهابيين والعملاء و"الذئاب الوحيدين" الذين يعتزمون تنفيذ هجمات. 

لكن هناك عوامل أخرى في هذه المعادلة، علاوة على عناية وحزم السلطات في الداخل. 

ومما لا شك فيه أن أهم هذه العوامل هو التشوش في سياسات الولايات المتحدة مع الرئيس الحالي دونالد ترامب..

لأن فترة الثمانية عشر شهرًا تلك التي قضيناها مع الهجمات الإرهابية كانت انعكاسًا للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. 

لم يقتصر الأمر على تركيا، فالكثير من البلدان التي شكلت قضايا للسياسة الداخلية الأمريكية شهدت هجمات وفوضى مماثلة. 

ولو أن هيلاري كلينتون، التي كانت تعتزم مواصلة سياسات أوباما، فازت في الانتخابات لاستمر كل شيء على حاله. لكن نحمد الله أنها خسرت. 

منذ جلوس ترامب على كرسي الحكم في يناير 2017 والولايات المتحدة مشغولة بشكل أكبر من السابق بمشاكلها الداخلية.

تصوروا أن واشنطن لم تعين حتى اليوم سفيرًا لها في عشرات البلدان، ومن بينها تركيا.

تمنيت شيئًا في السابق، وها أنا أعيد الكرة..

آمل أن يستمر ترامب في تشويش عقل الولايات المتحدة مدة أخرى..

وفي هذه الأثناء تستغل تركيا والبلدان، التي تمارس فيها البنتاغون وسي آي ايه أنشطتها، الفرصة لترتيب أوراقها وبلوغ مآربها في مكافحة الإرهاب.

عن الكاتب

مليح ألتنوك

كاتب صحفي في صحيفة ديلي صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس