أفق أولوطاش – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

أحكمت قوات "غصن الزيتون حصار عفرين، وقطعت اتصال حزب العمال الكردستاني البري مع العالم. كان الحزب يستخدم هذا الاتصال في الحصول على تعزيزات بالسلاح والذخيرة والمقاتلين.

كان مسلحو الحزب في شمال سوريا والميليشيات الموالية للنظام والمدعومة إيرانيًّا يدخلون عفرين لدعم الإرهابيين فيها. وفي الحقيقة، لم تنفع هذه التعزيزات، على العكس تسارعت عملية غصن الزيتون بعدها.

وكما دخلت هذه الميليشيات عفرين خرجت منها. وعلى غرار ذلك، فر بعض الإرهابيين من الكادر القيادي للحزب من عفرين قبل إحكام الحصار عليها، بحسب الأنباء الواردة من المنطقة.

عملية السيطرة على مركز عفرين على وشك الانطلاق، فماذا ينتظرنا هناك؟

كما حدث في المناطق المأهولة، سيكون لمحاصرة محيط مركز عفرين جوانب عسكرية وإنسانية.

الجانب العسكري يتجسد في كسر مقاومة حزب العمال ومنع التعزيزات من الوصول، وبالتالي خفض الاشتباكات داخل المدينة إلى أدنى حد.

على الصعيد الإنساني، مطلوب الحيلولة دون إلحاق الضرر بالمدينة والأذى بالمدنيين من خلال خفض الاقتتال إلى أدنى مستوى.

لن يشمل الحصار المدنيين. بمعنى أنه كما نرى، فإن الممر مفتوح من أجل مغادرة المدنيين عفرين أو دخولها. لكن المشكلة هي أن حزب العمال يريد حبس المدنيين فيها.

تركيا أول من أعلن أن الحزب يمنع المدنيين من مغادرة المدينة ليستخدمهم كدروع بشرية، وكرر ذلك مفوض حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وأخيرًا أكدت أنقرة، من خلال مشاهد التقطتها الطائرات المسيرة انتهاك الحزب حقوق الإنسان.

في هذه المرحلة الأخيرة لغصن الزيتون تنتظر الخنادق والأنفاق الممتدة بين المنازل والمتفجرات اليدوية والألغام والقناصة، القوات المشاركة في العملية.

يعلم حزب العمال أن الأمر لا يقف عند فقدان عفرين، وما يخيفه أكثر هو ما سيتبع العملية. سيسعى الإرهابيون في مركز المدينة إلى القيام بما فشلوا حتى اليوم، وإلى حفظ ماء وجههم.

أما ما ينتظر حزب العمال في عفرين فهو القوات الخاصة في الشرطة والدرك التركيين المختصة في القتال داخل المدن، إلى جانب القوات المسلحة وعناصر الجيش الحر.

تركيا ليست على عجلة من أمرها، والعملية تسير وفق الإيقاع الذي حددته. ولهذا فإن قواتها ستطهر مركز المدينة من حزب العمال على مراحل.

مع الانتقال إلى هذه المرحلة الجديدة سيزيد الحزب من حملاته التضليلية ضد تركيا. أحبطت أنقرة هذه الحملات حتى اليوم، ولم يصدق أكاذيب الحزب إلا من كان يريد تصديقها.

فشل الحزب في الحرب الإعلامية، كما فشل على الصعيد العسكري. وسوف يزيد من جهوده للتأثير على الرأي العام العالمي من خلال فيديوهات مفبركة وصور مسروقة.

وفي الأثناء ستتصاعد أصوات مؤيدة لحزب العمال من الغرب، بيد أن تركيا ستواصل طريقها، وستستمر في إحباط مساعي التضليل بإمكانياتها التقنية الخاصة.

عن الكاتب

أفق أولوطاش

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس