اسماعيل تشاغلار – صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس

يزداد توتر جبهة المعارضة مع اقتراب موعد انتخابات 24 يونيو/حزيران، إذ لم تتمكّن المعارضة من تحديد استراتيجية واضحة لاتباعها إلى الآن، ومع ذلك ستخرج يوم الانتخابات لتُطالب الشعب التركي بالتصويت لها من أجل إدارة تركيا، لكن لا أعلم بأي وجهٍ ستقوم بذلك!!

هل ستقوم بذلك بصفة العامل الممثّل للغرب الذي يتباهى بإحباط البنية الاجتماعية والسياسية لتركيا؟ أم بكونها المساهم الأكبر في تجزئة وتقسيم الأراضي التركية بالاعتماد على تنظيم بي كي كي الإرهابي في ذلك؟ أم بصفة الداعم الأقوى لعناصر تنظيم الكيان الموازي الإرهابي بعد إدراكها بأنها لن تستطيع الوصول للسلطة من خلال الانتخابات الرسمية؟ أم بكونها جهةً سياسيةً تم إدخالها في محور السياسة التركية بناء على أوامر تنظيم الكيان الموازي الذي حاول إسقاط الحكومة التركية المشروعة بطرقٍ غير شرعية وفشل في ذلك؟

تعاني المعارضة الداخلية من فوضى كبيرة عقب قرار الانتخابات المبكّرة الصادر عن الرئيس أردوغان، ولذلك بدأت بكتابة سيناريوهات جديدة في هذا الصدد، لكن الوجوه السياسية للمعارضة ليست على دراية ببعضها البعض، بتعبير آخر إنها تحاول تشكيل قوةٍ من خلال اللجوء لأساليب عديدة بما فيها إدراج مرشّح مشترك، ولكنها لا تملك الأساس المناسب لذلك.

لا يمكن للمعارضة أن تمنح الشعب التركي شيئاً مشتركاً سوى عداوة أردوغان، في هذا السياق يجب التذكير بأن أردوغان هو قائد سياسي حافظ على منصبه في السلطة لـ 16 عاماً من خلال الحصول على دعم أكثر من خمسين بالمئة من المجتمع التركي في الانتخابات، وبالمقابل اتخذ جميع خطواته بناء على أساس "الأولوية للشعب ومصالحه" وكذلك الثبات على المواقف السياسية والإنسانية والأخلاقية.

لم تتمكّن جهات المعارضة من الوصول لاتفاق مشترك إلى الآن لأنها لم تستطع تحقيق التوازن الداخلي بعد، إذ لم يتمكّن الحزب الجيد من الاتفاق في خصوص ترشيح أكشنار للانتخابات إلا بعد إجراء العديد من المباحثات حول عدة مرشّحين آخرين، في حين أن حزب السعادة يقدّم أطروحة تتضمّن سؤالاً واحداً وله أربعة أجوبة اختيارية بهدف إدراك رغبة أعضاء الحزب في خصوص المرشّح، وذلك من أجل التظاهر بتطبيق الديمقراطية داخل الحزب.

أما بالنسبة إلى حزب الشعب الجمهوري فتلك قصة مختلفة تماماً، إذ لم يجرؤ زعيم المعارضة "كمال كليجدار أوغلو" على مواجهة الرئيس أردوغان، ولذلك لجأ للبحث عن بيدق يسوقه خلال الانتخابات الرئاسية، كما أن محاولات البحث عن مرشّح المشترك قد باءت بالفشل بسبب فقدان كليجدار أوغلو لمهارة التوقّع السياسي الصحيح، ولذلك عاد الأخير للبحث ضمن كادر حزبه، وبالتالي ظهرت أربعة احتمالات في نتيجة هذا البحث: "أوزغور أوزيل" و "محرّم إينجه" و "إلهان كيسيجي" و "يلماز بويوك إرشين"، ومن جهة أخرى تستمر محاولات البحث عن مرشّح من خارج حزب الشعب الجمهوري أيضاً، و "كمال درويش" هو الاسم الأخير الوارد في هذا الصدد، لكن السؤال الأهم هو: أي من هذه الأسماء المطروحة يمكنه الحصول على دعم طبقة شعبية من خارج بنية المعارضة؟.

عن الكاتب

إسماعيل تشاغلار

إعلامي تركي، وكاتب لدى صحيفة تقويم التركية


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس