إسماعيل تشاغلار – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

من المعلوم أن التصريح الصادر عن الأحزاب المعارضة لا يتضمّن أي تفاصيل ملموسة حول مكافحة الإرهاب، إنما اكتفت ببيانات بسيطة حول الأمر، إذ لم تذكر المعارضة أي تفاصيل حول مكافحة تنظيم الكيان الموازي، ولكنها تزعم أنها ستعيد الموظفين المرتبطين بتنظيم الكيان الموازي والمُقالين وفق مروسم قانوني من الحكومة التركية إلى أعمالهم، أي إنها لن تبادر في مكافحة الإرهاب، بل ستساهم في إطلاق صراح الإرهابيين أيضاً.

في هذا السياق لا يمكننا توقّع أي دعم من قبل الأحزاب التي تُصدر مثل هذا التصريح، إنما نتوقّع أن تزيد من زخم هذه المشكلة، وفي جميع الأحوال إن المعارضة تتخذ خطواتها في هذا المنوال.

تركيا بدأت بتغيير سياستها تجاه الإرهاب منذ محاولة انقلاب 15 تموز/يوليو، إذ لم تكتفِ بمواجهة الإرهاب في الداخل التركي فحسب، وإنما وجّهت تركيزها نحو مصادر الإرهاب خارج الحدود التركية، وعمليات درع الفرات وغصن الزيتون خير مثال على ذلك.

تم التصريح بأن الممر الإرهابي الممتد على الحدود الشمالية لسوريا والعراق قد أصبح على قائمة أهداف تركيا، وقد جاءت هذه التصريحات على ألسنة العديد من إداريي الحكومة من ذوي المناصب العليا، والرئيس أردوغان كان الرائد ضمن هذه الأسماء.

وبناء على هذه التصريحات بدأت تركيا بمداهمة مصادر الإرهاب في جميع المناطق التي تشكّل مصدراً للخطر المهدّد لأمنها، إذ شهدنا على مبادرات عديدة إلى جانب عمليات درع الفرات وغصن الزيتون خارج الحدود التركية، كما تم تدمير مراكز ومقرّات الإرهاب من خلال الغارات الجوية المنفّذة على أيدي القوات المسلحة التركية، وإضافةً إلى ذلك يجدر بالذكر أن جبل قنديل الواقع في شمال العراق يقع ضمن الأهداف الرئيسة لتركيا أيضاً، إذ نفّذت القوات التركية بعض العمليات العسكرية في العراق أيضاً بالتزامن مع عملية غصن الزيتون في منطقة عفرين السورية، حيث تم إنشاء بعض القواعد العسكرية التركية في المناطق التي كانت تخضع لسيطرة عناصر بي كي كي في السابق، وبذلك أصبحت إدارة بعض أقسام الساحة العراقية تحت سيطرة تركيا، ومن خلال هذه الخطوات الصغيرة المتتالية وصلت القوات التركية إلى مسافة 20 كيلو متر بعداً عن جبل قنديل، وبذلك تم القضاء على الإرهاب في المناطق المجاورة للحدود التركية.

يبدو أن هذه التطورات تشير إلى بوادر عملية عسكرية جديدة في العراق،  لكن قد تكون هذه العملية ذات نطاق أوسع من عمليات درع الفرات وغصن الزيتون المنفّذة في الساحة السورية، ومن المؤكد أن موعد تنفيذ العملية سيكون بما يناسب مصالح تركيا.

وفي هذه النقطة نعود إلى الأحزاب المعارضة التي لا ترى أي ضرورة في ذكر تفاصيل متعلّقة بمكافحة الإرهاب خلال تصريحاتها الانتخابية، وبناء على هذا كنا نتساءل حول رد المعارضة الداخلية على هذه الانتقادات،  وبالمقابل جاء الرد على لسان ممثّل حزب الشعب الجمهوري "أوزغور أوزيل" إذ قال: "إن الجهات التي امتنعت عن الدخول إلى جبل قنديل منذ 16 عاماً بدأت بالحديث حول الدخول إلى جبل قنديل عقب الإعلان عن موعد الانتخابات الرئاسية، من المعلوم أن جبل قنديل أصبح خالياً من عناصر بي كي كي، لكن تحاول الجهات التي فقدت آمالها تجاه الانتخابات الرئاسية أن تكسب بعض القوة ودعم المجتمع من خلال تقديم العهود بالدخول إلى جبل قنديل الخالي من الإرهاب وقصف المنطقة بطائرات الـ F16  ورفع العلم التركي في المنطقة".

أظهر أوزيل معارضته لدخول القوات التركية إلى جبل قنديل بحجة أنه قد أصبح خالياً من عناصر بي كي كي، تماماً كما فعل زعيم حزب الشعب الجمهوري "كمال كليجدار أوغلو" خلال عملية غصن الزتون، إذ صرّح الأخير بأنه لا يوافق على دخول تركيا إلى عفرين، كما اتّهم القوات التركية بأنها تسعى لاحتلال عفرين وليس القضاء على الإرهاب الموجود في المنطقة، ومن خلال هذه الأسباب والأمثلة المذكورة يتوضّح أنه لا يمكننا توقّع مبادرة حزب الشعب الجمهوري بأي خطوة ملموسة ضمن إطار مكافحة الإرهاب.

عن الكاتب

إسماعيل تشاغلار

إعلامي تركي، وكاتب لدى صحيفة تقويم التركية


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس