ترك برس

اعتبر المحلل السياسي الأمريكي، أندريه كوريبكو، أن سياسة الموازنة التي يتبعها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بين روسيا والمحور الغربي بقيادة الولايات المتحدة، تدل على أن أردوغان سياسي بارع يبذل أقصى ما يستطيع من أجل تعزيز مصالح بلادة، كما يؤشر هذا النهج إلى نيته قيادة حركة عدم الانحياز الجديدة.

وأوضح كوريبكو في تحليل نشرته دورية أورينتال ريفيو، أن مزاعم الرئيس الفرنسي ماكرون من أن الضربة العسكرية الغربية الأخيرة للنظام السوري فصلت تركيا عن روسيا بسبب دعم الرئيس التركي لهذه الضربة، لا أساس لها في الواقع.

وأضاف أن أردوغان أجرى محادثة هاتفية بعد وقت قصير من هذه الضربة مع الرئيس بوتين، حيث اتفق الطرفان على تكثيف التعاون الثنائي في سوريا. وعلاوة على ذلك، أكدت تركيا في وقت سابق من هذا الأسبوع أن سياستها تجاه سوريا لا تقف مع أو ضد أي دولة، وأنها ستتخذ إجراءات مشتركة مع كل من الولايات المتحدة وروسيا وإيران، ما دامت سياسات هذه الدول تتفق مع المصلحة الوطنية التركية.  

ووفقا للباحث الأمريكي، فإن الرئيس أردوغان يسعى للحفاظ على أرضية وسطية بين الغرب وروسيا، من أجل استفزاز "الكتل" الأحادية القطبية والمتعددة الأقطاب، ودفعها للتنافس مع بعضها البعض من أجل تأييد تركيا، ما يدفع هذه الكتل إلى أن تعرض على بلاده "أفضل صفقة" في النظام العالمي الناشئ.

ولهذا السبب، كما يقول كوريبكو، رحبت تركيا بالضربة العسكرية الغربية؛ لأنها تتفق مع سياستها القائمة المتمثلة في معاداة النظام السوري، لكنها أيضا لم تسمح للقوات التي تقودها الولايات المتحدة باستخدام قاعدة إنجرليك لتنفيذ تلك الضربة، للإشارة إلى أن دعمها للغرب يقتصر على  الكلمات فقط؛ لأن الاختلاف الاستراتيجي الأساسي مع الغرب بشأن الأكراد لم يعالج، ولا يرجح أن يعالج في وقت قريب.

ويلفت كوريبكو من ناحية أخرى إلى أن التقارب الروسي - التركي يسير بسرعة دون أي عوائق، حيث تغلبت القوتان الكبيرتان على تنافسهما التاريخي من أجل الدخول في نموذج جديد للعلاقات المربحة للجانبين.

ويخلص المحلل الأمريكي إلى أنه بالنظر إلى إجراءات أنقرة وليس خطابها، فإنها تقف إلى جانب التعددية القطبية التي تقودها روسيا في الحرب الباردة الجديدة.

وأضاف أن الغرب قادر على تغيير اللعبة إذا كانت لديه الإرادة السياسية لخيانة الأكراد ،ووافق ترامب على تسليم غولن، ولكن لا يتوقع حدوث ذلك، بل يتوقع أن تستغل الولايات المتحدة وحلفاؤها اليونان في الحرب بالوكالة على تركيا في المستقبل القريب، وهو السيناريو الذي يدركه الرئيس أردوغان تمامًا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!