هاشمت بابا أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

انظروا إلى إيطاليا!

عندما قرر أنصار الوضع الراهن فيها المقاومة..

وعندما اعترض الرئيس الإيطالي على وزير الاقتصاد في الحكومة المناهضة للاتحاد الأوروبي، التي أفرزتها نتائج الانتخابات..

ظهر صندوق النقد الدولي على حين غرة..

بمعنى أن الصندوق كُلف بلعب دور جسر من أجل استمرار الوضع الراهن.

وعن طريق اسم معروف جيدًا بالنسبة لنا..

من عايش تلك الفترة سيذكره..

أتحدث عن كارلو كوتاريللي، رئيس قسم تركيا في صندوق النقد الدولي في الفترة ما بين 1999 و2001، وكان لقبه عندنا "السيد مقص"..

إنه الإيطالي باسم الوجه، الذي كنا نترقب بقلق آنذاك فيما إذا كان سيحرر دفعات قروض ببضع مئات الملايين من الدولارات، والذي كان كبار المسؤولين في بلدنا يستقبلونه في المطار وكأنه من مشاهير كرة قدم..

هذا الرجل سيشكل حكومة تقود إيطاليا إلى انتخابات مبكرة، وبطبيعة الحال سوف يتخذ التدابير اللازمة للحيلولة دون فوز الأحزاب نفسها في الانتخابات.

مسألة صندوق النقد الدولي هامة للغاية..

لأنه دائمًا متحفز على الأبواب..

سواء في إيطاليا أو في تركيا أو في أي بلد آخر..

في كل ضائقة اقتصادية..

في كل مشكلة بخصوص السياسات المالية..

دون سابق إنذار ترونه ينظم كل شيء من البداية، وراء مظهر من يقدم المساعدة.

هذه هي زبدة القضية!

بطبيعة الحال ليست إيطاليا موضوع هذا المقال..

أريد الحديث عن تركيا.

عقب اتخاذ قرار الانتخابات المبكرة هل تذكرون كيف عرّف زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال قلجدار أوغلو مرشح حزبه؟

لم يتحدث عن شخص يستوعب نظرية الكوانتم أو ضليع في الفيزياء أو يفهم في الزراعة والدراجات الهوائية..

كان يؤكد باستمرار:

"إنه اسم يتمتع باحترام في العالم، ضليع في الاقتصاد، والجميع سيتوافقون عليه..".

برأيكم من هو المرشح الذي كان ببال قلجدار أوغلو؟

أو بالأحرى، من هو الاسم الذي هُمس به في أذن قلجدار أوغلو؟

لا تستخفوا بمن قالوا إنه "كمال درويش"!

لكن أعتقد أن قلجدار أوغلو إما أنه أخطأ فهم ما قيل له، أو أنه تصرف بتعجل. بالنتيجة لم تفلح الخطة.

ويبدو في هذه الأيام وكأن الستار أُزيح بعض الشيء، وبدأ المشهد يتضح بشكل أفضل..

كما هو معلوم، تتعرض تركيا لهجمات جديدة عن طريق النقد.

بمعنى أنها الأجواء التي يعشقها صندوق النقد الدولي..

فإذا ظهر كمال درويش أو من هو على شاكلته لن يكون في ذلك ما يدهش..

عن الكاتب

هاشمت بابا أوغلو

كاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس