سيبال أراسلان - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

أفاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال تصريحاته بأن حكومته ستسعى لإنهاء حالة الطوارئ السارية في البلاد فور انتخابات 24 حزيران/يونيو الرئاسية، إذ تم اتخاذ قرار تطبيق حالة الطوارئ في تركيا بتاريخ 20 تموز/يوليو 2016، أي بعد محاولة انقلاب 15 تموز/يوليو بخمسة أيام، وتم تمديد فترة هذا القرار لثلاثة أشهر في 18 نيسان/أبريل 2018، ومن جهة أخرى تتزامن تصريحات أدروغان المذكورة مع النجاح المحقّق في مجال مكافحة الإرهاب أيضاً،  وكذلك تتعلّق المسألة بعودة تركيا لأوضاعها الطبيعية وإنهاء حالة الطوارئ، ويجدر بالذكر أن جميع الدساتير الموضوعة في تركيا مسبقاً كانت نتيجة انقلابات عسكرية، لكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تغيير الدستور دون الخضوع لظروف وضغوطات انقلاب.

جاءت الإشارات الأولى للتصريحات التي أفاد بها أردوغان على لسان نائب رئيس حزب العدالة والتنمية "نعمان كورتولموش" في 6 حزيران/يونيو، إذ قال: "عقب محاولة انقلاب 15 تموز/يوليو أعلنت عن اتخاذ قرار تطبيق حالة الطوارئ في البلاد بصفتي المتحدّث الرسمي باسم الحكومة التركية، وذكرت حينها أن جميع الدول ترفض تطبيق حالة الطوارئ، وأضفت أن هذه الحالة لن تدوم طويلاً، لكن مع الأسف ما يزال الخطر الذي يهدّد أمان تركيا مستمر إلى الآن، وكانت حالة الطوارئ السبيل الوحيد لنتمكّن من مواجهة تنظيم الكيان الموازي والتنظيمات الإرهابية الأخرى"، وتابع قائلاً: "لا أتوقّع أن تستمر حالة الطوارئ لفترة طويلة، وسيتم إنشاء آليات جديدة وقوية ضمن النظام الجديد".

والآن نعود لمسألة الانتخابات الرئاسية، عند النظر إلى الحملات الدعائية التي تنفذها الأحزاب السياسية نحاول قراءة سياستهم تجاه المستقبل الاجتماعي، ومع الاقتراب من موعد انتهاء الانتخابات تصبح التصريحات أكثر وضوحاً وبساطة، وخصوصاً خلال الأسبوع الأخير من الانتخابات يقلّ الكلام ويتم تقديم الوعود الأكثر تأثيراً على الرأي العام.

عند النظر إلى رسائل حزب العدالة والتنمية الموجّهة للشعب من خلال الحملات الدعائية نلاحظ أنها تستحق التأمل والتكفير العميق، لأنها تتعهّد بمسائل هامة كالبناء والتأسيس وفتح مجالات جديدة خلال النظام الجديد، وبطبيعة الحال يقدّم حزب العدالة والتنمية هذه العهود معتمداً على خبرته السياسية التي اكتسبها خلال الـ 16 عاماً الأخيرة وكونه ممثّلاً لسلطة البلاد في الوقت الحالي، وبالمقابل عند النظر إلى رسائل المعارضة الداخلية نلاحظ أنها تعتمد سياسة الانتقاد والرفض، وتزعم أنها ستقف في وجه معظم الفعاليات التي يتعهّد بها حزب العدالة والتنمية في حال نجاحه في الانتخابات، ومع تكرار هذه السياسة تخرج عن كونها مجرّد انتقادات، وتتحوّل إلى سياسة لا تحمل أي معنى واضح.

هذه هي المرة الأولى التي يصل فيها التشاؤم لهذه الدرجة من التأثير في صفوف المعارضة خلال الانتخابات، ويمكن القول إن مرشّح حزب الشعب الجمهوري "محرّم إنيجه" هو الوحيد  القادر على إزالة هذا التشاؤم، لكن نرى أن العائق الأكبر أمام تقدّم إينجه هو حزبه، وعلى الرغم من جميع محاولات إينجه في هذا الصدد إلا أن حزب الشعب الجمهوري يستنفذ جهود إينجه ويدفعه للفشل المحتوم، ويجدر بالذكر أن حزب الشعب الجمهوري لم يعط إينجه فرصة التقدّم والترشّح للرئاسة خلال الـ 10 سنوات الأخيرة، وهذا الواقع يدفعنا لطرح سؤال "لماذا يثق الشعب بمرِشّح لم يحصل على ثقة حزبه خلال سنوات طويلة؟".

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس