الرئاسة التركية

ترك برس

تتابع وسائل الإعلام عن كثب الحملات الواسعة التي تجريها الأحزاب السياسية في المدن التركية، وفي مقدّمتها إسطنبول، بهدف كسب أكبر عدد ممكن من أصوات الناخبين الأتراك في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة يوم الأحد (24 حزيران/ يونيو 2018).

وتشهد تركيا انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، يتنافس فيها كل من الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان عن "تحالف الشعب" (يضم "العدالة والتنمية" و"الحركة القومية" و"الوحدة الكبرى")، ومحرم إنجة (عن حزب الشعب الجمهوري)، وصلاح الدين دميرطاش (عن حزب الشعوب الديمقراطي)، وتَمَل قرة مُلا أوغلو (عن حزب السعادة)، ودوغو برينجك (عن حزب الوطن)، ومرال أقشنر (عن حزب الجيد).

وأعلنت لجنة الانتخابات العليا أن 59 مليونا و391 ألفا و328 ناخبا يحق لهم الإدلاء بأصواتهم داخل وخارج البلاد في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المرتقبة

وترى شبكة الجزيرة القطرية أن قادة الأحزاب التركية يعوّلون على إسطنبول -كبرى مدن البلاد- لتكون رافعة لفرصِهم في الفوز والتقدم في أي انتخابات برلمانية أو رئاسية، ويذهبون للقول إن من يحسم صناديق إسطنبول يضع نتائج الانتخابات التركية في جيبه.

وأشارت في تقرير إلى امتلاء ساحة "يني كابي" الشاطئية في إسطنبول قبل يومين بمئات الآلاف من أنصار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضمن حشد مليوني دعا له حزب العدالة والتنمية الحاكم، حيث رسموا بحشودهم صورة لأكبر تجمع حزبي للانتخابات.

أردوغان لم يغفل أهمية النظرية المتعلقة بإسطنبول، فاستهل لقاءه بتذكير أنصاره بتاريخ المدينة وحاضرها وما أضافه حزبه لها خلال سنوات حكمه الـ16 التي مضت. ونادى الأهالي بوصفهم "الإسطنبوليين" الذين ردوا على ندائه بحماس شديد في أكثر من مناسبة خلال اللقاء.

أردوغان ليس الوحيد من مرشحي الانتخابات الذين يولون إسطنبول أهمية استثنائية، ففي السبت الذي وافق ثاني أيام عيد الفطر حطّ مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض محرّم إنجة وسط الآلاف من أنصاره.

وخاطب إنجة "الإسطنبوليين" أيضا بوصفهم أنصار مؤسس الجمهورية مصطفى أتاتورك وحماة مبادئه وأبناء المدينة التي أحبها، ووعدهم بأن يظل وفيا للمبادئ التي قامت عليها الجمهورية التركية.

ووفقاً لوسائل الإعلام التركية، فإن توقيت زيارات المرشحين للرئاسة إلى إسطنبول يأتي بحسابات دقيقة، تضمن تجميع أكبر قدر من الأنصار.

ولتحقيق هذا الهدف، أكد تاج الدين حيدران -أحد نشطاء الحملة الانتخابية لأردوغان في منطقة سلطان غازي بإسطنبول- أن زيارة الرئيس للمدينة جاءت في وقت يتوسط أوقات الدعاية الانتخابية، لتضمن أكبر قدر من تفاعل الجمهور.

وبدأت الخميس الماضي في تركيا فترة "السماح والحظر"، وهي مدة زمنية تحدد بعشرة أيام تسبق موعد فتح صناديق الاقتراع وتحدد فيها عدد من الممارسات الدعائية المسموحة للمتنافسين في الانتخابات.

وأضاف حيدران أن حزبه لا يفرق بين حملة ولاية وأخرى في أنشطته الدعائية، لكنه أكد أن لإسطنبول مكانة خاصة باعتبارها من معاقل الحزب العريقة ولكونها مسقط رأس مرشح الحزب أردوغان.

وأظهر حديث أردوغان لجمهوره جانبا آخر من خصوصيات إسطنبول، فهي مدينة المشاريع العملاقة التي تشق أرضها القناة الموازية للبوسفور ويمر من تحت مياه مضيقها خط قطار مرمراي، وتنتظر خلال بضعة أشهر فتح أجوائها للرّحلات في المطار الثالث العملاق.

وتنشط حملات المرشحين الانتخابية في أحياء المدينة العملاقة لترتفع صور مرشحي الرئاسة الستة في معظم الميادين وعلى المباني والأبراج العالية، وترتفع أصوات الغناء لهم في حافلات وهي تجوب الشوارع حتى ساعات المساء.

أما السبب الأهم للتركيز على إسطنبول فيكمن -وفقاً للمراقبين- في غناها بأصوات الناخبين، فهي كبرى مدن البلاد ويبلغ عدد أصحاب حق الاقتراع فيها نحو 10 ملايين و600 ألف نسمة من أصل 59 مليونا و400 ألف ناخب يشكلون قرابة 18% من الذين يحق لهم التصويت.

وبحسب ألتان توناي الناشط في حملة إنجة، فإن النشاط السكاني الكبير في المدينة التي لا تتوقف فيها الحياة، يمثل مدعاة لتركيز استهدافها بالحملات الدعائية للقوى السياسية والمتنافسين في الانتخابات.

وأوضح ألتان أن انفتاح المدينة السياسي والاجتماعي والعرقي من بين أسباب الاهتمام بإسطنبول التي تنتشر فيها الجمعيات والمؤسسات والنوادي التي تمارس أنشطةً تصب في رفع مستوى تفاعل السكان مع الأحداث العامة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!