ترك برس

انتقدت صحيفة سعودي مقربة من دوائر القرار في الرياض، التسريبات التركية المتعلقة بجريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، على يد سعوديين مقربين من ولي العهد محمد بن سلمان، داخل قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول.

واستغربت صحيفة "عكاظ" في مقال لكاتبها "خالد السليمان"، عرض التسجيلات المتعلقة بعملية قتل خاشقجي، على دول مثل كندا وألمانيا وبريطانيا وأمريكا مقابل "حجبها عن النائب العام السعودي (سعود المعجب) خلال زيارته لإسطنبول".

وتساءلت: "فهل الهدف هو البحث عن الحقيقة وتحقيق العدالة أم الابتزاز والتأليب وتجييش المجتمع الدولي ضد السعودية؟!".

لكن الصحيفة تجاهلت إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده عرضت التسجيلات على الاستخبارات السعودية أيضًا، وأن المسؤول السعودي الذي اطلع عليها قد تعرض لصدمة.

وتابعت: "ما دام أن التسريبات هي سيدة الموقف اليوم عند الإعلام الغربي، فما صحة ما تسرب عن معرفة الأتراك بنوايا التخطيط لعملية ضد خاشقجي داخل القنصلية، ولماذا لم تحذره، ولماذا جعلت منه -رحمه الله- طعما في فخها المنصوب، فإذا صحت هذه التسريبات فإنها شريك في الجريمة ومسؤول عن استغلال خاشقجي وتعريض حياته للموت، ناهيك عن جريمة التنصت على مقر بعثة دبلوماسية".

وفي وقت سابق، أفادت صحف أميركية ووكالات أنباء عالمية بأن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) أبلغت جهات حكومية أميركية بأنها خلصت إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هو من أمر بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول.

الضابط السابق في وكالة "سي آي أي" غلين كارل، صرح خلال مشاركته في برنامج على قناة الجزيرة بأن الكونغرس الأمريكي هو المسؤول عن هذا التسريب وليس "سي آي أي" لأن الأخيرة "نادرا ما تسرب المعلومات التي تملكها".

ويرجح كارل أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيعمل على تجاهل ما صرحت به الاستخبارات الأميركية؛ نظرا لحرصه على علاقته الوثيقة مع محمد بن سلمان وتجنب فرض عقوبات على الرياض، وذلك هو ما دفع الكونغرس للمسارعة بكشف الحقيقة خشية أن تختفي لاحقا.

أما أستاذ الأخلاق السياسية في جامعة حمد بن خليفة محمد المختار الشنقيطي، فيعارض رأي كارل، معتقدا أن ترامب لديه علم سابق بمعلومات سي آي أي، وقد ظهر ذلك اليوم في المؤتمر الصحفي لترامب أثناء مدحه لذكاء وفطنة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مما يوضح وجود شبه اتفاق وتفاهم بين الأتراك والأميركان على حل هذا الموضوع قبل أن تُدوّل القضية.

ويعتقد الشنقيطي أن تقارير الاستخبارات المركزية الأميركية قرّبت وجهة النظر الأميركية من الرواية التركية التي تدعمها أدلة دامغة، مما جعل البلدين يقفان في صف واحد في مواجهة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

ومن جهة أخرى؛ شكك المحامي والمحلل السياسي محمود إبراهيم في صحة المعلومات الصادرة عن المخابرات الأميركية، وقال إنها تمكن قراءتها من زاوية أخرى تفيد بأن هناك مؤامرة ضد ولي العهد السعودي يشارك فيها مقربون منه، وهم يحاولون إشراكه مع الضالعين في جريمة اغتيال خاشقجي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!