ترك برس

تباينت آراء المحللين حول أسباب قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سحب القوات الأمريكية من سوريا، بين من رأى أن واشنطن أخذت التهديدات التركية بشأن تنفيذ عملية عسكرية في شمال سوريا على محمل الجد، لذلك جاء الإعلان التركي عن تأجيل العملية العسكرية، بينما رأى آخرون أن موقف ترامب يشكل قراءة جديدة من بلده، عنوانها التعاون والتنسيق مع تركيا.

واعتبر حسن كاوه، نائب رئيس برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد "ايست ويست" أن الاستفادة التركية من القرار الأمريكي واضحة، ولو على الأمد القريب، لكن الاستفادة الأمريكية في موضع شك، لأن واشنطن ستفقد بهذا الانسحاب ورقة استراتيجية مهمة في الشرق الأوسط، وستفقد معه مصداقيتها كدولة عظمى يمكن الاعتماد عليها لدى حلفائها.

وأضاف كاوه في حديث لموقع دوتشه فيله باللغة العربية، أن هذا القرار يثبت أن شخصية الرئيس الأمريكي ترامب يمكن أن تقوم بأي شيء في أي لحظة. وفي حين يجنح الرئيس التركي أردوغان نحو  نحو قرارات في صالح دولته، فإن ترامب فجائي في مواقفه، بشكل جعل مسؤولين كبار في أمريكا يقتنعون أنه يؤثر على المصالح الاستراتيجية الأمريكية.

في المقابل يستبعد المحلل السياسي التركي، مصطفى حامد أوغلو، أن يكون قرار ترامب ارتجاليا، واعتبره امتدادا لوعود مماثلة أطلقها خلال الحملة الانتخابية الرئاسية وتراجع عنها سابقا بسبب تأثير بعض المقربين منه.

وأضاف حامد أوغلو أن الأتراك مقتنعون بأنه في كل مرة يتواصلون فيها مع ترامب لوحده، يتمكن الرئيس الأمريكي من قراءة الصورة بشكل صحيح في الملفات التي تجمع البلدين. وما يجعل القرار الجديد قريبا من عقلية ترامب، التي تهتم بحسابات الربح والخسارة، هو اعترافه سابقا أن بلاده أنفقت مبالغ باهظة في الشرق الأوسط ولم تجن من ذلك شيئا.

ورأى المحلل التركي أن التحديات التي تواجه التحالف التركي-الأمريكي ومن بينها العلاقات المضطربة بين أنقرة وتل أبيب، والتقارب التركي-الروسي، الذي ظهر في شراء أسلحة روسية متطورة وفي تفاهماتٍ داخل الأراضي السورية.

وقال حامد أوغلو إن جميع قضايا الخلاف بين أنقرة ووانشطن ستجد حلولاً لها إن جرى حل الملف الكردي في شمال سوريا، مستبعدا أي تأثير للتوتر التركي-الإسرائيلي في هذا السياق، لأن واشنطن، حسب نظره، اتخذت قرارًا يهم مصالحها، رغم أنه سيزعج القيادة الإسرائيلية.

وأشار إلى أن التفاهم التركي الأمريكي سيساهم في التوصل إلى حل سياسي في سوريا، ويقوي موقف البلدين من الأزمة بضرورة رحيل نظام الأسد، وهو موقف لا تشاطره معهما روسيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!