ترك برس

كشفت أعمال البناء في أحد الفنادق في منطقة كاديكوي، الواقعة في الجانب الآسيوي من مدينة إسطنبول، عن أحد الطرق الذي يعود إلى ألفي سنة خلت بالإضافة إلى الكثير من البقايا البيزنطية.

بُني هذا الطريق قبل ألفي سنة خلال الحقبة البيزنطية. وقد وقع اكتشافه بفضل أعمال البناء في أحد الفنادق في منطقة كاديكوي في الجزء الآسيوي في إسطنبول، كما تم العثور على الكثير من المخلفات البيزنطية الأخرى.

وفقا لما صرّحت به وسائل إعلام تركية، فقد حدّد عمال أعمال البناء القائمة في الفندق الذي يتكون من 21 طابقا، مكان البقايا البيزنطية التي تشمل أعمدة رخامية فضلا عن عدة قواعد وأعمدة تقع على طول أحد الطرق الرومانية القديمة الذي يبلغ عرضه نحو ستة أمتار.

بعد إبلاغ السلطات التركية وتقديم تقرير يوثّق هذا الاكتشاف عبر مجموعة من الصور، أصدر  المكتب المسؤول عن حماية التراث الثقافي والطبيعي لمدينة إسطنبول بوقف أعمال البناء المتعلقة بالفندق. وقد أكّد فريق من الخبراء، بعد معاينتهم  للموقع، أن الآثار والمخلفات التي تم العثور عليها تتطابق تماما مع الفترة البيزنطية التي امتدت من القرن الرابع إلى السابع بعد الميلاد.

بعد انتهاء عملية الحفريات الأثرية الأولى في المنطقة، أفاد الباحثون أنه من الوارد جدا أن يكون هذا المكان نوع من الشوارع التجارية الكبيرة، نظرًا لوجود العديد من المتاجر المشيّدة على قارعة هذا الطريق. كما أنه من المتوقع أن يتم العثور على بقايا جديدة ومخلفات تاريخية بفضل مزيد العمل على الحفريات مستقبلا في هذه المنطقة. وبمجرد أن ينتهي علماء الآثار من الحفريات، سيتعيّن على المكتب المحلي لحماية التراث التاريخي أن يقرّر مصير البقايا الأثرية المكتشفة، كما يجب الإعلان إما عن قرار السماح للفندق باستكمال أعمال البناء التي باشرها أو إيقافها بشكل نهائي.

عموما، مرّت العديد من الشعوب والحضارات بمدينة إسطنبول منذ آلاف السنين، كما كانت هذه المدينة عاصمة لكل من الإمبراطورية الرومانية والبيزنطية وأخيرا العثمانية. بناء على ذلك، زخرت إسطنبول بتراث أثري متنوع وغني، مازال الكثير منه قيد الاكتشاف في المستقبل. ومن الشائع جدا العثور على بقايا تاريخية في هذه المنطقة خلال الحفريات وأعمال البناء على حد السواء.

بُنيت مدينة إسطنبول أو كما كانت تسمى قديما "القسطنطينية القديمة" على أعقاب مدينة بيزنطة، المدينة الإغريقية التي ورثت اسمها من الملك بيزاس، مؤسس المدينة. من ناحية أخرى، شُيدت مدينة خلقدون في الضفة المقابلة لمدينة بيزنطة قبل مدينة إسطنبول بنحو 17 سنة. ولم يكن موقعها استراتيجيا بالمرة، الأمر الذي جعل الكثير من المؤرخين على غرار هيرودوت يعتبر أن خلقدون "مدينة العميان" لأنهم لم يعلموا أن بيزنطة تمثل موقعا أفضل بكثير.

يتفّق المؤرخون على أن الموقع الذي احتلته مدينة خلقدون قديما هو اليوم منطقة كاديكوي التي تقع على الجانب الآخر من مضيق البوسفور على سواحل الجزء الآسيوي من مدينة إسطنبول. خلال شهر شباط/ فبراير الماضي، عثر عمال خلال أعمال بناء متعلقة بإحدى المدارس في كاديكوي على تابوت يعود تاريخه إلى ألفي سنة. فضلا عن ذلك، اكتشفت بقايا مدينة بيزنطية قديمة خلال أعمال الترميم الخاصة في محطة حيدر باشا للقطارات التاريخية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!