ترك برس

رجّح خبراء ومحللون روس التوصل إلى "حلول وسط" لقضايا حرجة بشأن سوريا، خلال القمة الثلاثية التي انعقدت الخميس في مدينة سوتشي، بين زعماء تركيا رجب طيب أردوغان، وروسيا فلاديمير بوتين، وإيران حسن روحاني.

جاء ذلك خلال اجتماع طاولة مستديرة انعقد في مبنى المجموعة الإعلامية الدولية "روسيا سيفودنيا"، الجمعة، تحت عنوان "سوريا: عن ماذا اتفق قادة روسيا وتركيا وإيران في سوتشي؟"، حسب ما أوردت وكالة "سبوتينك".

الباحث الأقدم بمعهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية والخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية، نيكولاي سوركوف، قال خلال الاجتماع: "بلا شك، تركت المحادثات انطباعاً متفائلاً، لأن القادة كانوا بنائين وراضين بشكل واضح بالطريقة التي سارت بها المحادثات".

وأضاف سوركوف: "يجب على المرء أن يفكر في أنه، إما أن يكون لدينا بالفعل نوع من الحل الوسط ، الذي لم يتم التعبير عنه بعد بسبب بعض الظروف العسكرية، أو ربما نحن قريبون جدا من ذلك. هذا واضح بشكل تام".

وأضاف "يجب أن نفترض أنه في غضون شهر ونصف الشهر، أو بحد أقصى شهرين، هذه المسألة [الوضع في إدلب] ستكون مغلقة، في كل الأحوال. وعلى الأرجح، يجب أن نتوقع عملية محدودة وجزئية. على الرغم من أن هناك مقترحات من قبل المختصين الأتراك مفادها أنه يمكن إضعاف تنظيم "جبهة تحرير الشام" [المحظورة في روسيا] نفسه، وذلك من خلال التدابير الاقتصادية".

واستطرد: "لأنه ليس سرا أنه إذا كنتم قد حرمتم المجموعة عن مصادرها المالية، سرعان ما سيحدث فرار للمسلحين. لذلك، سيكون هناك بعض الانتظار. ولكن أعتقد أن هناك تفاهما بأن عملية عسكرية لا غنى عنها".

بدوره، قال ألكسندر كوزنيتسوف، نائب مدير معهد التنبؤ وتسوية النزاعات السياسية، إنه "لم يتم التوصل إلى أي اتفاقات محددة في القمة. ومع ذلك، من الممكن النظر إلى الموقف بتفاؤل كاف، لأن أحد أهداف قرار سحب الجيش الأمريكي من سوريا، الذي أعلنه [الرئيس الأمريكي دونالد] ترامب كان التحريض على حدوث انشقاق في صفوف "ترويكا أستانا".

وتابع كوزنيتسوف، في تطرقه إلى موضوع إدلب، الذي كان واحدا من الموضوعات الرئيسية للمحادثات، بأنه أيضاً لم يتحقق شيئاً جديداً وجوهريا في هذا الاتجاه. كما اعتبر كوزنتسوف إجراء عملية عسكرية في إدلب غير مرجح الآن.

وأوضح بهذا الخصوص: "حاليا، لم يتم اتخاذ أي قرارات حاسمة بشأن إدلب. ولكن أيضاً، في رأيي، لا ينبغي توقع العملية العسكرية، على الأقل في المدى القصير، لأن روسيا تتفهم مخاوف الجانب التركي.

وبالإضافة إلى ذلك، سيكون هناك الكثير من الضحايا، الأمر الذي ستستفيد منه وسائل الإعلام والإدارة الأمريكية. هنا، على ما يبدو، تنتهج روسيا تمرير خيار يستند إلى الاتفاق القائم [اتفاق أضنة] بين تركيا وسوريا، منذ عام 1998 — لإقامة نوع من التفاعل بين سوريا وتركيا في قضية إدلب".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!