غونري جيوا أوغلو – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

بينما وضع زعماء تركيا وروسيا وإيران بثقلهم في الملف السوري من خلال عقد قمة في سوتشي، جاء الرد من الولايات المتحدة على شكل اجتماع في وارسو "لإعادة تنظيم الشرق الأوسط بما فيه سوريا".

الملفت في هذا الاجتماع كان لقاء بلدان الخليج للمرة الأولى مع إسرائيل بعد 27 عامًا. 

في الواقع، رغم مشاركة إسرائيل على مستوى رئيس الوزراء، إلا أن الدول الخليجية وجدت من الأنسب المشاركة على المستوى الوزاري فحسب، لكن اللقاء العلني يعتبر أمرًا هامًّا. 

تتجه إسرائيل إلى انتخابات في أبريل/ نيسان القادم. بعدها سيقدم، أو بعبارة أدق سيفرض، صهر ترامب، جاريد كوشنر خطة السلام الجديدة، الموصوفة بأنها "خطة القرن".

سيكون هناك مساعٍ لإرغام فلسطين على قبول الخطة، عن طريق البلدان العربية. 

الخطة المذكورة من النوع الذي "يصعب هضمه"، فهي كانت وراء تجميد الرئيس الفلسطيني العلاقات مع الولايات المتحدة. 

فالخطة لا تتوافق إطلاقًا مع خطة محمود عباس لتأسيس "دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية".

لكن إذا مارست البلدان العربية ضغوطًا لتنفيذ خطة القرن، وتقاربت أكثر مع إسرائيل فإن محمود عباس لن يكون عقبة كبيرة..

وعلاوة على ذلك، قد يصبح تحالف الولايات المتحدة وإسرائيل والبلدان العربية فعالًا في سوريا، ويكسب فرصة في تحقيق هدف دفع الوجود الإيراني للتراجع. 

***

تسعى الإدارة الأمريكية للحصول على دعم من بلدان الشرق الأوسط لأجل هذه الخطة.

ولكن لا يمكن القول إنها تحصل على الدعم الكافي من الاتحاد الأوروبي بخصوص سيناريو "استنزاف إيران".

شارك أعضاء الاتحاد الأوروبي في هذا الاجتماع على مستوى وزراء أو مساعدي وزراء، أي أنهم فضلوا تمثيلًا منخفضًا. أما تركيا فشاركت بسفيرها فقط. 

كما أن عدم مشاركة ممثلة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية الأمنية فيدريكا موغريني كان بمثابة رسالة لمنظمي الاجتماع. الاتحاد الأوروبي سيتبع سياساته وأساليبه الخاصة لمواصلة التجارة مع إيران. 

***

في المقابل، تقوم الولايات المتحدة بزرع أحصنة طروادة داخل الاتحاد الأوروبي.

أصبحت تشيكيا والمجر وبولونيا وبلغاريا ورومانيا واستونيا ولاتفيا وليتوانيا وسلوفينيا وسلووفاكيا وكرواتيا وألبانيا والجبل الأسود، أعضاءً في الناتو. والآن مقدونيا..

معظمها حصلت على عضوية الاتحاد الأوروبي، بعد دخول الناتو.

يقول الخبير الاستراتيجي الجنرال السابق نعيم بابور أوغلو إن "هدف الناتو هو محاصرة روسيا من الشرق أيضًا".

وعلاوة على ذلك، تضع الولايات المتحدة أحصنة طروادة من الناتو في الاتحاد الأوروبي، لتشكيل معسكر مؤيد لسياساتها داخل الاتحاد.

وقد يرغم هذا المعسكر الاتحاد الأوروبي على خطة الشرق الأوسط الجديدة فيما يتعلق بسوريا وإيران.

عن الكاتب

غونري جيوا أوغلو

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس