مليح ألتنوك – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

هزنا الهجوم الإرهابي على مسجدين في نيوزيلندا يوم الجمعة. حتى الساعة بلغ عدد الضحايا من المصلين في المسجدين 49 شخصًا. وهناك مخاوف من ارتفاع العدد.

بث أحد الإرهابيين أحداث المجزرة على الهواء مباشرة. اسمه برنتون تارنت، وهو أسترالي من أصول اسكوتلندية، عمره 28 عامًا.

انتشرت صور تارنت وهو يتجول في سيارته مع خمسة أسلحة آلية، بينما يستمع إلى الموسيقى. كما تتوقعون، بعد مضي ساعات على الهجوم، بدأ الحديث عن سلامة القوى العقلية للإرهابي الذي استهدف المسلمين والأتراك والشرقيين.

وحسب ما يُقال، فإن الإرهابيين، الذين قتلوا 49 إنسانًا بدم بارد وهم يعلنون مبرراتهم، ربما يكونون مصابين بأمراض عقلية.

***

لكن هناك من لا يربطون الأمر بالأمراض العقلية. زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال قلجدار أوغلو على سبيل المثال.

فقلجدار أوغلو يرى أن على العالم الإسلامي أن يجري محاسبة ذاتية بمناسبة هذا الهجوم الإرهابي.

يقول قلجدار أوغلو: "تحاول التنظيمات الإرهابية كداعش والقاعدة أن تفرض مفاهيمها حول الإسلام قسرًا. فإذا لم تفعلوا ما تقوله هذه التنظيمات يصبح قتلكم واجب. المأساة التي يشهدها العالم الإسلامي والإرهاب الذي مصدره العالم الإسلامي أديا إلى تأويلات مختلفة في العالم بأسره. وعلى العالم الإسلامي أن يمعن التفكير. لماذا هناك إرهاب في بلادي؟".

لا تقولوا أنى لقلجدار أوغلو أن يعلم أين تقع نيوزيلندا، وفيما إذا كانت بلدًا إسلاميًّا.. الجميع يعلم جيدًا ما يقول، وأي الحقائق يحرّف..

هذا ينطبق على أحد الفاشيين، الذي كتب تعليقًا بعد الهجوم مباشرة قال فيه: "عندما شاهدت الفيديو تمنيت لو أنه جاء إلى تركيا يوم الجمعة هذا وطهر المساجد". هذا الفاشي يعرف كل شيء، وقواه العقلية سليمة..

***

برأيكم، هل يمكن أن نقرأ الرسالة التي نشرها الإرهابيون قبل تنفيذ مجزرتهم، بمعزل عن تقرير البرلمان الأوروبي الذي أثار الجدل حول وضع "أيا صوفيا"، أو تهجم نتنياهو على تركيا؟

تقول الرسالة: "يمكنكم العيش في أرضكم بسلام، لن ينالكم أذى. في الضفة الشرقية من مضيق البوسفور. لكن إذا حاولتم العيش على أراضي أوروبا سنقتلكم ونرمي بكم من أراضينا أيها الحشرات. سنأتي إلى القسطنطينية وندمر كل المساجد والمآذن في المدينة. ستتخلص أيا صوفيا من المآذن، وستصبح القسطنطينية مدينة مسيحية من جديد". 

عن الكاتب

مليح ألتنوك

كاتب صحفي في صحيفة ديلي صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس