ترك برس

رأى خبراء ومحللون أن خطاب "المظلومية" الذي استخدامه مرشح المعارضة التركية في انتخابات بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو، كان من أهم العوامل التي ساهمت في فوزه على مرشح الحزب الحاكم بن علي يلدريم، بفارق كبير.

وفي وقت سابق، أعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات في تركيا، سعدي غوفن، تقدم مرشح تحالف الأمة (الشعب الجمهوري/ إيي) أكرم إمام أوغلو، على منافسه، مرشح تحالف الشعب (العدالة والتنمية/ الحركة القومية) بن علي يلدريم، في انتخابات الإعادة لرئاسة بلدية اسطنبول.

وأوضح غوفن في تصريح للصحفيين بالعاصمة أنقرة، أن إمام أوغلو حصل على 54.21 بالمئة من الأصوات (4 ملايين و741 ألف و868)، فيما نال يلدريم تأييد 44.99 بالمئة من الناخبين (3 ملايين و935 ألف و453).

وذكر بأن نسبة المشاركة في انتخابات الإعادة لرئاسة بلدية اسطنبول الكبرى التي جرت أمس الأحد، بلغت 84.5 بالمئة، وأن عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم، بلغ 8 مليون و925 ألف و63 ناخبا، من أصل 10 ملايين و560 ألف و963 ناخب.

الكاتب والصحفي المصري، سمير العركي، رأى أن "خطاب المظلومية" هو من أسباب فوز إمام أوغلو في الانتخابات، حيث روج له بنجاح "اعتمادا على قرار الهيئة العليا للانتخابات إعادة الاقتراع فيما لم ينجح حزب العدالة والتنمية في تسويق أسباب الطعون التي تقدم بها للهيئة".

وقال العكري، في مقال نشره موقع الجزيرة مباشر، إن "ذلك اتضح بوضوح في المناظرة التي جمعت إمام أوغلو بيلدريم حيث تمكن الأول من شرح مظلوميته معتمدا على الأرقام وتسلسل الأحداث".

واعتبر أن "هذه المظلومية وجدت طريقها بنجاح للناخب خاصة بين فئة الشباب مما حدا بكثيرين لتحويل وجهتهم التصويتية صوب إمام أوغلو حتى من داخل الكتلة التي صوتت ليلدريم من قبل".

وأكّدأن خسارة إسطنبول في جولة إعادة سعى إليها الحزب بكل الطرق القانونية المتاحة وبهذه النتيجة فإنها دونما شك أكدت حاجة الحزب إلى تقييمات جذرية ملحة تتحلى بشجاعة لا يملكها داخل الحزب إلا أردوغان نفسه بحيث تعيد وضع الحزب على ذات الطريق الذي بدأ منه مسيرته وتزيل عنه آثار الترهل التي أصابته بفعل مكوثه في السلطة كل هذه الفترة.

في سياق متصل، قالت الباحثة في جامعة صباح الدين زعيم بإسطنبول أماني السنوار، إن "النتائج حملت رسالة تأديب قوية لحزب العدالة والتنمية، الذي أصرّ على الإعادة وقدم حملة انتخابية سادها الكثير من التخبط رفع فيها شعار سرقة الأصوات، وارتدّ فيها عن الكثير من الشعارات والمواقف التي تبناها في الاستحقاق الأول قبل أقل من ثلاثة شهور".

وأضافت "صحيح أن الانتخابات بلدية وتحمل السمة الخدماتية، لكنها تحولت بشكل أو بآخر إلى استفتاء على إدارة الحزبين الحاكم والمعارض لملف الانتخابات بعد طعون التلاعب، ويدعم هذا الافتراض الفجوة الكبيرة بين نتيجة الاستحقاقين التي توسعت من قرابة 13 ألف صوت إلى نحو 800 ألف في غضون أقل من ثلاثة أشهر".

وفي حديث لموقع الجزيرة نت، اعتبرت السنوار النتيجة فرصة للعدالة والتنمية من أجل المراجعة والتصويب وإعادة احتواء الأصوات الناقدة داخله، والتخفيف من حدة الخطاب ضد المعارضة ورفع سقف حريات الإعلام والتعبير في البلاد كلها.

من جهته، قال الإعلامي التركي طه عودة أوغلو، إن "كلا مرشحي الحزب الحاكم والمعارضة بذلا كل ما يستطيعان للفوز ببلدية إسطنبول، لكن فوز إمام أوغلو لم يكن مفاجئا للمتابعين؛ إذ إن جميع استطلاعات الرأي التي جرت خلال الأسابيع الأخيرة أشارت إلى تقدم إمام أوغلو على يلدرم".

واعتبر عودة أوغلو النتيجة بمثابة تصويت ليس على شعبية حزب العدالة والتنمية فحسب بل على مستقبل ومصير أردوغان السياسي، وقال إنها ستضع علامات استفهام حول مسار انتخابات 2023 بمعنى أنها ستكون صعبة للحزب الحاكم.

وأضاف "نتيجة الانتخابات هي إشارة البدء لمسارات متضاربة ومتعاكسة على الساحة السياسية التركية، لكنها تتقاطع جميعها في نقطة واحدة وهي أن المعارضة التركية تقول إنها لن تسمح للرئيس أردوغان وحزبه بالتفرد بالسلطة بعد الآن، وهي خطوة تطرح تساؤلات حول مستقبل الحزب".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!