عبدالله الشمري - عكاظ

زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمملكة مؤخرا تحمل أهمية كبيرة وبالغة الحساسية من حيث التوقيت بالنسبة للبلدين. ومن المؤكد أن الزيارة ساهمت في تعزيز التعاون بين البلدين في قضايا عديدة ومناقشتها بما تستحقه من أهمية مثل: الشأن المصري، وخاصة بعد يوليو 2013م، وإلى جانب الوضع في ليبيا وموقف البلدين من الأحداث الجارية في هذا البلد والقوى المؤثرة، حيث تعترف الرياض بحكومة الثني وتعتبرها الحكومة الشرعية في ليبيا، وتعرضت الشركات التركية في ليبيا إلى خسائر تقدرها بعض المصادر بعشرين مليار دولار نتيجة الحرب في طرابلس.

ويمثل الوضع السوري نقطة اهتمام واتفاق ثنائي، حيث إن البلدين يدعمان المعارضة التي تحارب نظام بشار الأسد، وتركيا تسعى لبرنامج تدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة والذي سيبدأ في شهر مارس الحالي، كما يرفض البلدان التواجد الإيراني العسكري على الأراضي السورية. ويأتي الوضع في العراق في مقدمة الملفات التي تتفق عليها الدولتان في المنطقة حيث عارضتا السياسة الطائفية والتمييزية التي مورست إبان عهد رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، كما دعم البلدان رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي، أملا في أن يقوم بوضع حد لسياسة التمييز ضد السنة لحل كافة المشاكل الأمنية في البلاد وأهمها وقف تقدم «داعش». كما يمثل الوضع في اليمن مصدر قلق مشترك جدي، كما يعكس النفوذ الإيراني الجديد في اليمن صورة حقيقية لتدهور الأوضاع هناك نتيجة سيطرة الحوثي على مفاصل الدولة في صنعاء.

بكل صراحة هناك الكثير مما يجب عمله للعودة بالعلاقات بين المملكة وتركيا إلى مستوى قوي يساعد على تشكيل موقف مشترك يقف في وجه الأخطار التي تهدد البلدين والمنهج السليم إلى هذه المرحلة المطلوبة هو المصارحة والاتفاق على إيجاد حلول للملفات الساخنة والتعاون والتنسيق في الملفات الإقليمية المتفق عليها.

عن الكاتب

عبدالله الشمري

كاتب ومحلل سياسي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس