ترك برس 

في الوقت الذي تواصل فيه مختلف الأجنحة داخل حزب الشعب الجمهوري تبادل الاتهامات حول الأزمة الداخلية الأخيرة التي تعصف بالحزب، يقول محللون سياسيون إن الصراع على قيادة الحزب هو السبب الرئيس وراء تلك الأزمة التي لا يرجح أن تنتهي قريبا. 

بدأت الأزمة بعد مقال نشره الصحفي رحمي توران، في صحيفة سوزجو ادعى فيه أن شخصية كبيرة من حزب الشعب الجمهوري التقت الرئيس أردوغان في القصر الرئاسي بأنقرة، وطالبه أردوغان بمحاولة الفوز برئاسة حزبه ووعده بدعمه. وبعد نشر المقال وجهت أصابع الاتهام إلى محرم إنجه المرشح الرئاسي السابق، الذي اتهم من أسماهم عصابة داخل الحزب بالتآمر عليه. 

وفي حديث لصحيفة صباح، قال الكاتب الصحفي محمود أوفور، إن هناك مؤامرة سياسية نشأت من داخل حزب الشعب الجمهوري، وإن رئيس الحزب، كمال كليتشدار أوغلو، من دبر هذه المؤامرة، حين زعم أنه يعرف اسم ذلك الشخص الذي التقى أردوغان.

وأشار أوفور إلى أن هناك عملية سياسية أعمق تدور في خلفية الأزمة هدفها تحقيق التطهير الأخير في داخل الحزب. 

وأنحى كليتشدار أوغلو باللوم على حزب العدالة والتنمية الحاكم لتسببه في حدوث الأزمة، لكن محرم إنجه اتهم  دائرة داخل حزب الشعب بالتآمر ونشر الأكاذيب ضده منذ الانتخابات الرئاسية 2018. وقال إن جميع الجهات الفاعلة المشاركة في سلسلة الهجمات التي استهدفته منذ الانتخابات الرئاسية هي من داخل حزب الشعب الجمهوري، وليس أعضاء حزب العدالة والتنمية.

من جانبه قال المحلل نيبي ميش: "إن هناك نقاشات مستترة داخل أروقة حزب الشعب الحمهوري. توجد فصائل مختلفة في الحزب. ومن بين هؤلاء الاشتراكيون والكماليون والليبراليون. كان هناك دائمًا صراع على السلطة، ولكن بسبب الانتخابات المتتالية تم تأجيل هذه المناقشات". 

وفي مؤتمر صحفي عقد في منزله في مقاطعة يالوفا بشمال غرب البلاد في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر، حثّ محرم إنجه حزب الشعب الجمهوري على التخلص من جميع من يتسببون في صراع داخلي ونشر الأكاذيب، مما تسبب في أضرار جسيمة للحزب.

وأضاف ميش إن "هناك خلافًا بين المجموعة التي وصفها محرم إنجه بالعصابة. لقد بذلوا كل ما في وسعهم لتشويه سمعة إينجه، لكنه لم يستطع تقديم موقف سياسي واضح في هذا الشأن".

وليست هذه هي المرة الأولى التي يعاني فيها حزب الشعب الجمهوري من صراع داخلي، فقد أقيل العديد من المنشقين ومن بينهم شخصيات بارزة، أو استقالوا من الحزب. وانتقد العديد من هذه الشخصيات رئيس الحزب كليتشدار أوغلو لاستمراره في منصبه رغم أنه لم يفز قط في أي انتخابات منذ ما يقرب من عقد من الزمان.

ووفقًا لأوفور، فإن توقيت حدوث الأزمة أمر جدير بالملاحظة، موضحًا أن حزب الشعب الجمهوري يمهد لعقد مؤتمره السنوي العام المقبل والهدف هو القضاء على الجهات الفاعلة السياسية الكلاسيكية لحزب الشعب الجمهوري التي يمكن أن تثير اعتراضات والمتمثلة في الناقد الأكثر بروزًا وهو محرم إنجه. 

وأضاف أن هذا المسعى يتوافق مع تطلعات بعض القوى الأجنبية وأيديها في تركيا مثل تنظيم فتح الله غولن الإرهابي، وتنظيم "بي كي كي".

وأوضح أوفور أن محرم إنجه تبنى خطًا سياسيًا "وطنيًا ومحليًا وهذا قد يكون مفتاح فهم الأزمة، ذلك أن احتمال حدوث اصطفاف حول إنجه في حزب الشعب الجمهوري يخيف من يحاولون تشكيل الحزب، ما دفعهم إلى استهدافه. 

وخلال الانتخابات الرئاسية التي أجريت العام الماضي، حصل إنجه الذي حل ثانيا على 30٪ من الأصوات، ومتجاوزًا عدد الأصوات التي حصل عليها حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات البرلمانية بمقدار 8%. وقد ألهمت فجوة التصويت إنجه ومجموعته داخل الحزب بمحاولة الإطاحة بكليتشيدار أوغلو.  

ولفت أوفور إلى إن إنجه لم تكن لديه فرصة في جميع الأحوال خلال المؤتمر القادم للحزب، لكنه يملك القدرة على إحداث مشكلة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!