ترك برس 

لم يعد خافيا أن التحركات التركية الأخيرة في ليبيا أصبحت تثير القلق لدى إسرائيل، وهو ما تجلى في التصريحات الرسمية على ألسنة مسؤولين إسرائيليين، أو التحليلات التي تتناول الوضع في ليبيا ولا تخفي صراحة رغبة إسرائيل في انتصار قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر. 

ووفقا للمحلل والمستشرق الإسرائيلي، عوديد جرانوت، فإن سقوط العاصمة طرابلس في يد قوات حفتر هو مصلحة إسرائيلية، لأن ذلك يعني إلغاء اتفاقية ترسيم الحدود البحرية الموقعة بين تركيا وحكومة الوفاق. 

وكتب جرانوت في مقال بصحيفة يسرائيل هايوم نشرته أمس إن اعتزام الرئيس أردوغان إرسال قوات عسكرية إلى طرابلس في ليبيا، تعد محاولة يائسة إلى حد ما من جانب تركيا لقلب التوازن لصالح أحد الطرفين المتحاربين.

ويضيف أن وحدات من البحرية التركية ستقوم بدوريات في سواحل ليبيا الغنية بالنفط. 

ويزعم جرانوت أن طرابلس تسيطر عليها حكومة وبرلمان ذوي صبغة إسلامية يسعيان إلى إقامة دولة تستند إلى الشريعة الإسلامية، في حين أسس اللواء المتقاعد خليفة حفتر جيشا وبرلمانا علمانيين. 

ويلفت جرانوت إلى أن ما رجح كفة حفتر هي الخبرة العسكرية والأموال التي يتلقاها من السعوديين، والمساعدة التي يحصل عليها عبر الحدود المشتركة مع مصر من الجيش المصري والإماراتي التي تفوق ما قدمته تركيا إلى حكومة الوفاق. 

لكن التقدم الذي حققته قوات حفتر في الأشهر الأخيرة الماضية ووصولها إلى ضواحي جنوب طرابلس كان بفضل المساعدات العسكرية الروسية.

وأوضح أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، فعل في ليبيا مثلما فعل من قبل في سوريا، فقد أرسل اكثر من 1000 مقاتل من مرتزقة مجموعة فاجنر الذين ألحقوا خسائر فادحة بالمدافعين عن طرابلس.

ويشير جرانوت إلى أن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين تركيا وحكومة الوفاق أثارت غضبا وقلقا لدى كل من مصر واسرائيل واليونان وقبرص، لأن الاتفاقية تمنع الدول الأربع من إطلاق مشروع خط أنابيب الغاز من الشرق الأوسط إلى أوروبا.

ووفقا لجرانوت، فإن الرئيس التركي وجد نفسه أمام تحالف استراتيجي من خصومه القدامى والجدد: اليونان وقبرص ومصر وإسرائيل، وقد يصطدم مرة أخرى مع روسيا في ليبيا بعد إعلان استعداده لإرسال قوات عسكرية إلى هناك.

لكنه يستدرك أن هذا لا يعني أن روسيا وتركيا ستدخلان حتما في نزاع عسكري بينهما على الأراضي الليبية، لأن أردوغان وبوتين تعلما كيفية التوصل إلى اتفاق حتى في خضم نزاع صعب، وثانياً، لأن أردوغان ، مثله مثل الروس، يعتزم إرسال مرتزقة إلى ليبيا بدلاً من الأفراد العسكريين النظاميين، على حد زعمه. 

ويخلص المحلل الإسرائيلي إلى أن إسرائيل رغم أنها ليست طرفًا في الحرب في ليبيا، فإنها لن تحزن على سقوط طرابلس في يد جيش حفتر، لأن انتصاره سيؤدي حتما إلى إلغاء الاتفاقيات الموقعة بين ليبيا وتركيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!