هلال قابلان – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

في سياق زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بروكسل من أجل أجراء مباحثات حول أزمة اللاجئين ومسألة إدلب، لا بد من التذكير ببعض الأمور. 

تركيا هي البلد الأكثر استضافة للاجئين في العالم والأكثر تقديمًا للمساعدات الإنسانية بالمقارنة مع دخلها القومي. كما أن هناك مليون لاجئ فروا من إدلب ينتظرون على حدود تركيا، وتلبي المنظمات المدنية التركية احتياجاتهم. 

يقيم اللاجئون في منازل من الطوب بنتها الدولة التركية بالتعاون مع المنظمات المدنية، لم يكن هناك وعد بخصوصهم سوى من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بـ25 مليون يورو، وحتى هذا الوعد لم يتحقق. 

في الواقع، أي وعد أنجزه الاتحاد الأوروبي من تلك الوعود التي قطعها لتركيا بخصوص اللاجئين؟ فلا التأشيرة أُلغيت ولا الستة مليارات يورو وصلت، ولا اتفاقية الاتحاد الجمركي حُدثت، ولا فصول مفاوضات العضوية فُتحت..

لم يفِ الاتحاد الأوروبي بأي من وعوده، وهو مدين بالكثير لتركيا. وإذا وضعنا بالاعتبار خروج بريطانيا من الاتحاد، وتراجع الأسواق الأوروبية مع انهيار أسعار النفط الخام، وأجواء الهلع على الصعيد الاقتصادي بسبب فيروس كورونا، يتضح بجلاء مدى عظم حاجة الاتحاد الأوروبي إلى التعاون مع تركيا بخصوص أزمة اللاجئين. 

بحسب أرقام وزارة الداخلية التركية غادر الحدود حوالي 145 ألف لاجئ متجهين إلى اليونان. للأسف يبدو أن أوروبا، التي تملك اقتصادًا يفوق تركيا بأضعاف، فقدت عقلها وضميرها أمام بضع مئات الآلاف من اللاجئين. 

قتلت الشرطة اليونانية حتى اليوم ثلاثة لاجئين وجرحت العشرات منهم، وخنقت مئات الآلاف بالغازات المسيلة للدموع. يعمل خفر السواحل اليوناني على إغراق زوارق اللاجئين بثقبها بالعصي أو حتى بطلقات الأسلحة. 

على الجانب الآخر من الحدود، تقدم المنظمات المدنية التركية الطعام للاجئين وتلبي احتياجاتهم الرئيسية، وتعالج المصابين أو المختنقين بالغازات منهم. 

من جهة أخرى، زارت رئيسة المفوضية الأوروبية الحدود اليونانية ووعدت أثينا بمساعدة مالية قدرها 700 مليون دولار من أجل المزيد من الشرطة والسلاح. 

لم تنبس ببنت شفة حول ظلم اليونان للاجئين، ولزمت الصمت إزاء تعليق أثينا استلام طلبات اللجوء لمدة شهر، في خطوة تخالف اتفاقية جنيف وقوانين اللجوء في الاتحاد الأوروبي. 

برهنت أوروبا مرة أخرى أنها ليست في وضع يتيح لها تلقين العالم دروسًا في حقوق الإنسان. أما الأتراك فينظرون، مع أخوتهم اللاجئين، بأسى من الجانب الآخر للحدود إلى أوروبا التي تعيش انحطاطًا على الصعيد الأخلاقي..

عن الكاتب

هلال قابلان

كاتبة في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس