ترك برس

تحت هذا العنوان نشر موقع "New Eastern Outlook" التابع لمعهد الدراسات الشرقية للأكاديمية الروسية للعلوم، تقريرًا تناول فيه تعقيدات السياسة التركية في سوريا وأهدافها التي تتقاطع مع روسيا والولايات المتحدة لكنها لا تتطابق معهما.

ويستهل التقرير بالقول إن تركيا تبحث عن تحقيق ثلاثة أهداف مختلفة لكنها مترابطة:

أولًا، تهدف تركيا من خلال تدخلاتها المباشرة وغير المباشرة إلى أن تظل ذات صلة بعملية سياسية تجري في الجوار. فمن خلال طرح نفسها على أنها "شريك حتمي في السلام"، تهدف تركيا إلى تحويل نفسها إلى قوة هيمنة إقليمية.

ثانيًا، باتباع خطة التدخل ومواصلة الانخراط في سوريا، تهدف تركيا إلى حل "المسألة الكردية" بشكل دائم في المنطقة وداخل تركيا نفسها.

ثالثاً، من خلال إبقاء المسألتين السورية والكردية على قيد الحياة، يهدف أردوغان إلى تعزيز موقفه السياسي في الداخل وإسكات الانتقادات المتزايدة التي يواجهها بسبب سياسته تجاه سوريا.

ووفقًا للموقع، فإن مناورات تركيا المستمرة بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وروسيا يشير إلى مدى تعقد سياستها الخارجية التي تهدف إلى تحقيق مجموعة معقدة من الأهداف.

ويوضح أن هدف تركيا المتمثل في طرح نفسها على أنها قوة مهيمنة إقليمية لا ينسجم جيدًا مع سوريا وإيران وحتى روسيا؛ لأن تركيا تبقى دولة عضو في الناتو، والسماح لها بالتحول إلى قوة مهيمنة قد يصبح على المدى الطويل نقطة انطلاق لبصمة الناتو الدائمة في المنطقة، وهو الوضع الذي تهدف كل من إيران وروسيا إلى منعه.

ويضيف أنه في حين أن روسيا وسوريا وإيران قد تكون قادرة على استيعاب مصالح تركيا تجاه الأكراد، فإن الولايات المتحدة لن تفعل ذلك. وبالمثل، ففي حين أن الولايات المتحدة قد تكون قادرة على استيعاب مصالح تركيا في مقابل إنشاء منطقة آمنة، ترى روسيا وسوريا وإيران في هذا المسار النهائي تقسيمًا دائمًا للأراضي السورية وطريقة نهائية لوجود الولايات المتحدة / الناتو في المنطقة.

ويرى أنه نظرًا لأن مصالح أردوغان الجوهرية تتحالف إلى حد ما مع كل من روسيا وسوريا والولايات المتحدة، فإنه يواصل اللعب على جانبي رقعة الشطرنج الجيوسياسي، أي شمال سوريا وشرقها.

وقد كان هذا واضحًا أشد الوضوح عندما قدم أخيرًا مقترحات لـ "الإدارة المشتركة" للنفط السوري إلى كل من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأمريكي دونالد ترامب، بهدف إعادة إعمار سوريا.

ويعلق بأن اقتراح أردوغان يكشف مدى تعقد لعبة السياسة الخارجية، إذ إنه يريد تحقيق عدة أهداف:

الأول، طرد ميليشيات "ي ب ك" التي تسيطر على مناطق إنتاج النفط ودفعها بعيدًا عن الحدود السورية التركية.

ثانيًا، من خلال اقتراحه لبوتين حول وضع نفط سوريا تحت سيطرتهما، يريد أردوغان تجريد المليشيات "ي ب ك" من مصدر دخلها الحاسم.

ثالثًا، من خلال اقتراح إدارة نفط سوريا بشكل مشترك واستخدام الأموال لإعادة بناء سوريا، تريد تركيا أن تحتفظ بمكان ودور دائم لها في سوريا. سيساعد ذلك تركيا ليس فقط على تلبية طموحاتها المهيمنة إلى حد ما، ولكن أيضًا توجيه ضربة حاسمة لإنشاء دولة كردية.

لكن التقرير يلفت إلى أن محاولة السيطرة على هذا النفط تضع تركيا على خلاف مع الولايات المتحدة في شرق سوريا، حيث تريد الولايات المتحدة إبقاء النفط بعيداً عن السيطرة السورية.

وأخيرًا، من خلال حرمان الأكراد السوريين من مصادر عائداتهم ومن خلال محاولة استخدام أموال النفط لإعادة إعمار سوريا، يريد أردوغان في نهاية المطاف تمهيد الطريق لعودة اللاجئين في نهاية المطاف إلى سوريا.

وخلص إلى أنه في حين قد لا يكون لدى روسيا وسوريا أي اعتراضات على اقتراح وضع نفط سوريا تحت سيطرة سوريا، فإن تمكن أنقرة من تعزيز دورها في سوريا سيعتمد إلى حد كبير على ما إذا كانت قادرة على إبعاد الجماعات الإرهابية التي طالما كانت عقبة في تنفيذ الاتفاقيات.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!