ترك برس

رأت الصحفية التركية زهراء كرمان في حديث لها خصت به ترك برس، أن تخفيف إجراءات وتدابير الوقاية من فيروس كورونا في تركيا تعود بصفة مطلقة لتراجع أعداد المصابين بالفيروس، مشيرة إلى أن ذلك يدعو للأمل والتفاؤل للخروج من هذه الأزمة الصحية العالمية.

ونوهت كرمان إلى أن هذا الانفراج النسبي في إجراءات الحجر المنزلي للمواطنين الأتراك لا يعني أبدا العودة الى الحياة الطبيعية، مشيرة إلى مخاوف من عدم التزام البعض بالتدابير والتعليمات المفروضة، الأمر الذي قد يجعل الوضع أكثر تعقيدا ويفاقم انتشار الفيروس في موجة ثانية، مؤكدة أن التعايش مع إجراءات الوقاية وقواعد النظافة والتباعد الاجتماعي أمر يجب على الكل الاعتياد إلى أن يتمكن العلماء من إيجاد حلول علاجية.

وتمنت الصحفية التركية أن "تعود الحياة كما كانت قبل الجائحة الصحية، وآمل أن يحفظ الله شعبنا الطيب وكل الأمة الإسلامية، وأن نعيش بصحة وعافية دائما إن شاء الله".

تنتمي الصحفية كرمان لعائلة محافظة، وقد درست في قسم تصميم الأزياء، ثم درست الإعلام في إسطنبول لاهتمامها بمهنة الصحافة لكنها اضطرت للدراسة في جامعة غير معتمدة في تركيا بسبب حظر دخول المحجبات إلى الجامعات في ذلك الحين. وتقول عن تلك المرحلة: "وقتها لم أستطع التخلي عن الدراسة وكذلك عن حجابي، ليس من أجل عائلتي المتدينة المحافظة بل لأجل مبادئي بالرغم من حلمي بمتابعة تعليمي في جامعة محكمة ودراسة الإعلام"، مضيفة أن هذا كان نضال العديد من النساء في تركيا.

في 7 شباط/ فبراير 2008 أصدر البرلمان التركي تعديلا على الدستور سمح للنساء بارتداء الحجاب في الجامعات التركية، بحجة أن العديد من النساء لن يتمكن من إكمال تعليمهن إذا لم يتمكن من ارتداء الحجاب، وفي 5 حزيران/ يونيو 2008 ألغت المحكمة الدستورية التركية تعديل البرلمان الذي يهدف إلى رفع الحظر على ارتداء الحجاب في باقي المؤسسات.

قالت كرمان: "أنا أم وصحفية، أي من هاتين الصفتين تأتي أولاً، أحتار أوقات كثيرة بين أمومتي لابنتي وواجبي المهني. فتارة سأعبر عن نفسي بالأم الصحفية، وتارة أخرى بالصحفية الأم؛ لأنني أتأرجح ما بين واجباتي المنزلية والمهنية، ولكل منهما مكانة في قلبي وحياتي الواقعية. وفي أوقات العمل والظروف المتغيرة في بلدي تركيا، وعندما تكون بوصلتي هي مكان الحدث وشغلي الشاغل هو تغطية الخبر، وفي الوقت عينه يكون قلبي معلقا بابنتي وتأنيب الضمير بالتقصير في حقها بعدم وجودي الدائم لجانبها لكن يبقى عملي من أجل مستقبلها ولراحتها المادية كذلك".

وتابعت قائلة: "إتقاني للغة العربية مكنني من العمل كمترجمة أخبار لمواقع إلكترونية مختلفة تركية وعربية خلال عامي 2013 و2014، وعملت في جريدة "يني شفق" التركية خلال عامي 2013 و2014 أيضا، وذلك في قسم الأخبار العالمية، كما عملت في موقع "تركيا بوست" الإخباري بين عامي 2014 و2017 محررة ومترجمة. وعملت أيضا في شركة "غرين هيلمز" العقارية مديرةً للمكتب بين عامي 2017 و2020، وإلى جانب عملي كصحفية أعمل كمترجمة "معتمدة" عند كاتب العدل كعمل حر".

وفي ختام حديثها لترك برس قالت الصحفية التركية زهراء كرمان: "أتمنى أن يحمى الله تركيا والعالم العربي وآمل أن تراعى المؤسسات الإعلامية خصوصية المرأة والأم على حد سواء".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!