ترك برس

تحتل بحيرة وان جنوب شرقي تركيا المركز الثاني عالميا في مساحتها بين بحيرات مياه الصودا في العالم والمركز الأول في تركيا. وقد بدأ إنتاج الصابون من مياهها المالحة وتصديرها بعد دراسات استمرت لسنوات.

استفاد مراد سعيد ياشار، البالغ من العمر 46 عاما، الذي يعيش في وان من خصائص مياه بحيرتها، حيث يقوم بإنتاج الصابون في ورشة صغيرة تقع في حي "شرفية" بمنطقة "إيبكيولو". عمل ياشار بمهنة صناعة الصابون منذ 21 عاما، بعد أن ورثها عن جده الذي عمل بها منذ عام 1910 وتوفي قبل 12 عاما.

عمل كلا من باكي ياشار والد مراد، و إسماعيل عم مراد، في هذه المهنة بعد تخرجهما من كلية الفنون، وطور ياشار مهنته بإنتاج 18 نوعا مختلفا من الصابون الطبيعي من الأعشاب والنباتات التي تزرع في منطقته مستخدما الزيوت العطرية، وزيت الزعتر، وزيت جوز الهند وغيرها من الزيوت الطبيعية. ويستخدم بالمجمل ستة مواد طبيعية عند صنع أي نوع من الصابون.

وفي حديث لوكالة دوغان للأنباء، صرح ياشار بأنه بدأ بإنتاج نوعين من الصابون باستخدام مقدار قليل من هيدروكسيد الصوديوم من بحيرة وان مع زيت الزيتون، وقال: "يصنع الصابون يدويا دون استخدام أي آلة، وأجهز خليط الصابون وأسخنه إلى درجة حرارة معينة، ثم أسكب المادة الكاوية (هيدروكسيد الصوديوم) ببطء في الخليط وأحركه دون توقف، ثم أسكبه في قوالب ليأخذ قوامه ثم يقطع بعد أسبوع. نحصل من القالب الواحد من القالب الواحد على 120 صابونة".

وتابع ياشار قائلا: "لصابون الصودا أهمية في علاج الكثير من الأمراض الجلدية. نعرض منتجاتنا في الأسواق في الأسبوع الثالث من بداية التصنيع. ما ننتجه ليس كباقي الصابون المصنع آليا ويتم طرحه في الاسواق بنفس اليوم، فنحن نعيد إحياء صناعة الصابون اليدوي، وننتج حوالي 18 نوعا من الصابون الطبيعي. بدأنا من جديد في إنتاج صابون من مياه الصودا، وقد لاقى الكثير من الاستحسان لما له من فوائد علاجية للأمراض الجلدية".

يفيد الصابون الطبيعي الذي ينتجه ياشار في معالجة عدة أمراض جلدية. على سبيل المثال يفيد صابون قطران الصنوبر لحب الشباب، ويوقف صابون القرفة انتشار البقع الجلدية، ويغطي صابون اللافندر مسامات الجلد، ويعد صابون القطران مرهما لمرضى الصدفية، ويوقف صابون الحبة السوداء تساقط الشعر، ويفيد صابون نبات القراص في علاج قشرة الرأس، كما ينتج ياشار صابونا من حليب الماعز وحليب الحمار لإزالة البقع الجلدية أيضًا.

أشار ياشار إلى أن حليب الحمار الأقرب في خصائصه إلى حليب البشر وأنه الأغلى سعرا، وقال: "يفيد صابون حليب الحمار في معالجة الجروح والبقع الجلدية، كما ينعم الجلد، وتوجد في تركيا مزرعتين للحمير، واحدة في أنطاليا والأخرى في جناق قلعة. يعطي الحمار يوميا 700 غرام من الحليب، ويباع كيلو الحليب منه بـ160 ليرة. نستخدم عند صنع صابونته زيت الزيتون، ونبيع كيلو الصابون منه بـ160 ليرة، ويفضله جميع زبائننا".

يبيع ياشار منتجاته إلى الصيدليات، كما يصدرها إلى العديد من دول العالم مثل ألمانيا، وفرنسا، وبلجيكا، والنرويج، وكندا، والعراق، وإيران.

يواصل ياشار الاستفادة من أنشطة البحث والتطوير لتحسين صناعته ومنتجاته، ويقول: "قمت بصنع صابون من مياه البحيرة بالاعتماد على دراسات بحث وتطوير مستمرة منذ ثمانية أعوام. أنتجنا حاليا نوعين من الصابون من مياه الصودا المالحة".

ويشير إلى أن صنع الصابون من مياه البحيرة "ورد في الكتب قبل ما يزيد عن ألف عام، ومن قطران شجرة العرعر (نوع نباتي شجري يتبع لفصيلة السرو)، بناء على ذلك أنتجنا هذا المنتج الذي يمتاز بجودته في علاج عدة أنواع من الأمراض الجلدية مثل الأكزيما (الصدفية)، وحب الشباب، وتساقط الشعر، والقشرة. وقد جربنا ذلك ثم بدأنا بالتصنيع بعد حصولنا على موافقة من وزارة الصحة".

ويؤكد ياشار على أن صابون بحيرة وان لا يحتوي على أي مادة كيميائية، وأنه خالٍ من  الزيوت العطرية والمواد التي تزيد الرغوة، لذلك رغوته قليلة. ويقول: "أعرب زبائننا عن ارتياحهم للمنتج بعد طرحه في الأسواق، وقد قررنا التركيز على إنتاجه في هذه الفترة لأنه المطهر الأكثر فعالية خاصة في هذه الأيام لمكافحة فيروس كورونا. نقترح على الجميع غسل أيديهم بهذا الصابون لتعقيمها، كما سنستخدم مياه (بحيرة وان) كعلامة تجارية لمنتجنا".

أوضح ياشار أنه بإمكان الجميع استخدام الصابون كمطهر ومعقم في هذه الآونة، وقال: "إنه صابون من المطهرات لاحتوائه على هيدروكسيد الصوديوم،  المادة العدوة للفيروسات. تزعج المطهرات الكيميائية جلد الإنسان، لكن التغسيل بمنتجنا يعطي جمالا لليدين، لأنها صنعت من زيت الزيتون والزيوت النباتية فهي تترك الجلد واليدين ناعمتين. ونحن نفكر في إنشاء مشاريع تتعلق بهذا الصابون في تجمع مراكز البحوث "تكنوكنت Teknokent".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!