ترك برس

في خضم التوتر المتصاعد بين أثينا وأنقرة مؤخراً بسبب المستجدات القائمة في شرقي البحر المتوسط وبحر إيجة، حضر وزير الدفاع وقادة الجيش التركي، مناورات لقوات "الضفادع البشرية" التركية (السات - SAT) والمعروفة بـ "أبطال عملية كارداك" التي أجبرت اليونان على سحب قواتها من جزيرة في إيجة وإنزال علمها هناك.

وأمس السبت، وصل وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، ورئيس هيئة الأركان، نجدت أوزال، وقادة القوات البرية، والبحرية والجوية، إلى ولاية إزمير التركية المطلة على بحر إيجة الفاصل بين تركيا واليونان.

وعقب إجرائهم لزيارات تفقدية في بعض الثكنات العسكرية بالولاية، توجه أكار برفقة قادة الجيش إلى مقر قيادة قوات "السات"، وحضروا مناورات قامت بها الأخيرة.

وتتمكن قوات (SAT) من التسلسل إلى داخل أسوار العدو بتكتيكات برية وبحرية وجوية متعددة وفي فترات زمنية قياسية جدًا بناء على تعليمات قيادتها.

ومن أبرز القدرات التي تتمتع بها هذه القوات، إجراء عمليات قنص تصيب أهدافها بدقة متناهية.

https://www.youtube.com/watch?v=EmW1557XyAQ

وعملية "كارداك" نفذتها قوات النخبة التركية "السات" ، عام 1996، وأجبرت أثينا على سحب قواتها من الجزيرة وإنزال علمها هناك.

و"كارداك – Kardak" اسم يطلق على مجموعة جزر صخرية في بحر إيجة الفاصل بين تركيا واليونان.

مع نهاية عام 1995 بدأ يتصاعد خلاف بين تركيا واليونان حول جزيرة "كارداك" التي تبعد عدة أميال فقط عن سواحل منطقة بودروم التركية، فعقب تعطل سفينة نقل تجارية في محيط الجزيرة، نشب خلاف بين قوات خفر السواحل التركية واليونانية حول ما إن كانت المنطقة التي تعطلت بها السفينة تعود لتركيا أو اليونان ومن يحق له تقديم المساعدة للسفينة.

وعقب ذلك، قام راهب يوناني وعدد من المواطنين بالوصول للجزيرة ورفع العلم اليوناني وترديد النشيد الوطني، وهي الخطوة التي رد عليها صحافيون أتراك تمكنوا من التسلل للجزيرة ورفع العلم التركي عليها في السابع والعشرين من يناير/ كانون الثاني 1996، فما كان من اليونان إلا أن أرسلت قوات مسلحة لتحيط بالجزيرة وتمنع وصول أي أحد إليها.

وعقب تصريح لرئيسة الوزراء التركية آنذاك، تانسو تشيلر قالت فيه إن "العلم سوف يزال والجنود سوف ينسحبون" ترأست اجتماع أزمة في العاصمة أنقرة وأعطت الأوامر للقوات المسلحة التركية بالاستعداد لـ"الحرب" وأمرت بتنفيذ عملية إنزال عسكري على الجزيرة.

وفي يناير/ كانون الثاني عام 1996 نجحت قوات النخبة التركية في القيام بعملية إنزال سرية وتمكنت من التسلل والسيطرة على جانب من الجزيرة ورفعت العلم التركي عليها، وعلى الرغم من أن العملية كانت سرية ولم يحصل خلالها اشتباك مسلح، إلا أن مروحية يونانية سقطت خلال تحركها في المنطقة وقتل ثلاثة طيارين. ومع بزوغ الفجر ووصول خبر السيطرة على الجزيرة من القوات التركية، كادت تشتعل حرب واسعة بين البلدين.

ولتفادي ذلك، بدأت محاولات دولية واسعة لتجنب توسع المواجهة قادها بالدرجة الأولى الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون، وعقب ساعات من الاتصالات توصل الجانبان إلى اتفاق ينص على سحب القوات من البلدين وإنزال علمي البلدين بالتزامن من الجزيرة، وهو ما جرى بالفعل في صباح اليوم التالي من العملية.

https://www.youtube.com/watch?v=BAttEff-E3M&feature=emb_title

وفي حادثة مشابهة، وبالتحديد في يناير/كانون الثاني 2018، منعت قوات خفر السواحل التركي، اقتراب وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس، بزورق عسكري من جزر "كارداك" الصخرية.

وحينها، قالت الداخلية التركية، في بيان صادر عنها، إن كامينوس أراد الاقتراب من منطقة "كارداك" لوضع أكليل من الزهور، لكن قوات خفر السواحل التركي منعته من ذلك.

وأشارت الوزارة إلى أن الوفد اليوناني غادر المياه الإقليمية التركية بعد التحذيرات، دون حدوث أي توتر.

هذا وتواصل اليونان تصعيد التوتر في شرقي المتوسط وبحر إيجة، عبر اتخاذ خطوات أحادية في الأولى مع قبرص الرومية وبعض بلدان المنطقة، وعبر العمل على عسكرة جزر منزوعة السلاح في إيجة.

يتزامن ذلك مع عدم تجاوب اليونان والدول المنخرطة معها في هذا التصعيد، مع عرض تركيا للتفاوض حول المسائل المتعلقة بشرق البحر المتوسط وبحر إيجة، وإنجاز حلول عادلة للمشاكل.

كما تعمد اليونان إلى تحويل جزر إيجة إلى مخازن أسلحة، رغم أن "معاهدة لوزان" وغيرها من الاتفاقيات الدولية نصت على نزع السلاح من الجزر.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!