ترك برس

تواصل اليونان تصعيد التوتر في شرقي المتوسط وبحر إيجة، عبر اتخاذ خطوات أحادية في الأولى مع قبرص الرومية وبعض بلدان المنطقة، وعبر العمل على عسكرة جزر منزوعة السلاح في إيجة.

يتزامن ذلك مع عدم تجاوب اليونان والدول المنخرطة معها في هذا التصعيد، مع عرض تركيا للتفاوض حول المسائل المتعلقة بشرق البحر المتوسط وبحر إيجة، وإنجاز حلول عادلة للمشاكل.

وعملت اليونان على تسليح العديد من الجزر في بحر إيجة، ولا سيما جزيرة ليمنوس- ساموثريس، منذ عام 1960، بحجة معاهدة مونترو لعام 1936 كأساس يعطيها الحق في ذلك.

كما عمدت اليونان إلى تحويل جزر إيجة إلى مخازن أسلحة، رغم أن "معاهدة لوزان" وغيرها من الاتفاقيات الدولية نصت على نزع السلاح من الجزر.

مقابل ذلك أكدت تركيا على أن تسليح تلك الجزر من قبل اليونان يشكل تهديدا للأمن القومي.

في خضم هذا الجدل حول وضعية الجزر في بحر إيجة، واحتمال اندلاع مواجهة عسكرية بين أنقرة وأثينا بسببها، تبرز عملية "كارداك" التي نفذتها قوات النخبة التركية، عام 1996، وأجبرت أثينا على سحب قواتها من الجزيرة وإنزال علمها هناك.

و"كارداك – Kardak" اسم يطلق على مجموعة جزر صخرية في بحر إيجة الفاصل بين تركيا واليونان.

(خريطة توضح موقع جزر كارداك الصخرية في بحر إيجة الفاصل بين تركيا واليونان)

مع نهاية عام 1995 بدأ يتصاعد خلاف بين تركيا واليونان حول جزيرة "كارداك" التي تبعد عدة أميال فقط عن سواحل منطقة بودروم التركية، فعقب تعطل سفينة نقل تجارية في محيط الجزيرة، نشب خلاف بين قوات خفر السواحل التركية واليونانية حول ما إن كانت المنطقة التي تعطلت بها السفينة تعود لتركيا أو اليونان ومن يحق له تقديم المساعدة للسفينة.

وعقب ذلك، قام راهب يوناني وعدد من المواطنين بالوصول للجزيرة ورفع العلم اليوناني وترديد النشيد الوطني، وهي الخطوة التي رد عليها صحافيون أتراك تمكنوا من التسلل للجزيرة ورفع العلم التركي عليها في السابع والعشرين من يناير/ كانون الثاني 1996، فما كان من اليونان إلا أن أرسلت قوات مسلحة لتحيط بالجزيرة وتمنع وصول أي أحد إليها.

وعقب تصريح لرئيسة الوزراء التركية آنذاك، تانسو تشيلر قالت فيه إن "العلم سوف يزال والجنود سوف ينسحبون" ترأست اجتماع أزمة في العاصمة أنقرة وأعطت الأوامر للقوات المسلحة التركية بالاستعداد لـ"الحرب" وأمرت بتنفيذ عملية إنزال عسكري على الجزيرة.

وفي يناير/ كانون الثاني عام 1996 نجحت قوات النخبة التركية في القيام بعملية إنزال سرية وتمكنت من التسلل والسيطرة على جانب من الجزيرة ورفعت العلم التركي عليها، وعلى الرغم من أن العملية كانت سرية ولم يحصل خلالها اشتباك مسلح، إلا أن مروحية يونانية سقطت خلال تحركها في المنطقة وقتل ثلاثة طيارين. ومع بزوغ الفجر ووصول خبر السيطرة على الجزيرة من القوات التركية، كادت تشتعل حرب واسعة بين البلدين.

ولتفادي ذلك، بدأت محاولات دولية واسعة لتجنب توسع المواجهة قادها بالدرجة الأولى الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون، وعقب ساعات من الاتصالات توصل الجانبان إلى اتفاق ينص على سحب القوات من البلدين وإنزال علمي البلدين بالتزامن من الجزيرة، وهو ما جرى بالفعل في صباح اليوم التالي من العملية.

https://www.youtube.com/watch?v=BAttEff-E3M&ab_channel=%D8%B9%D8%B1%D8%A...

وفي حادثة مشابهة، وبالتحديد في يناير/كانون الثاني 2018، منعت قوات خفر السواحل التركي، اقتراب وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس، بزورق عسكري من جزر "كارداك" الصخرية.

وحينها، قالت الداخلية التركية، في بيان صادر عنها، إن كامينوس أراد الاقتراب من منطقة "كارداك" لوضع أكليل من الزهور، لكن قوات خفر السواحل التركي منعته من ذلك.

وأشارت الوزارة إلى أن الوفد اليوناني غادر المياه الإقليمية التركية بعد التحذيرات، دون حدوث أي توتر.

وقبل أيام، نشرت صحيفة " Ta Nea" اليونانية، نتائج استطلاع للرأي أجري في اليونان، تظهر أن 69.8 من المشاركين أيدوا لجوء حكومة بلادهم إلى الحوار لإيجاد حل للخلافات القائمة مع تركيا.

وفي معرض إجابتهم على سؤال "هل يجب أن تستخدم اليونان قدارتها العسكرية ضد تركيا؟"، أجاب 49.2 بالمئة من المشاركين في استطلاع الرأي، بالإيجاب، فيما أجاب 47.1 بالمئة منهم بالنفي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!