ترك برس

تضم الجامعات التركية عشرات آلاف الطلاب الأجانب القادمين من مختلف بلدان العالم، نسبة كبيرة منهم من أبناء البلدان العربية، ممن فضّلوا الدراسة في تركيا سواء عبر برنامج المنح الدراسية، أو عبر الدراسة على حسابهم الخاص.

ويشكّل الطلاب المصريون، جزءاً هاماً من أبناء الجالية العربية، ممن يدرسون في الجامعات التركية، وأغلبهم ممن هاجرو قسراً خشية التقلبات السياسية.

وحقق بعض الطلاب المصريين، نجاحات بارزة خلال دراستهم في الجامعات التركية، ومنهم مصطفى سعودي الذي كان من الأوائل في كليته العلمية، ليحقق حلمه الذي عانى في سبيله الغربة ولغة جديدة وظروفا معيشية تحتاج إلى استقرار.

سعودي الذي درس في كلية الهندسة بجامعة عين شمس مدة عام ونصف، اصطدمت أحلامه بالانقلاب العسكري عام2013، ليتحول من طالب منشغل بالدراسة وتحصيل العلم إلى مطارَد أمنيا صادر بحقه حكم غيابي بالمؤبد 25 سنة، مما اضطره إلى مغادرة البلاد.

تنهّد قليلا وهو يسرد رحلة البحث عن الحلم قائلا "كانت وجهتي دولة ماليزيا، ولكنني لم أستقر فيها، ثم توجهت إلى تركيا، وهناك بحثت عن عمل لتوفير نفقات الحياة أولا قبل التفكير في استكمال الدراسة"، بحسب تقرير نشرته "الجزيرة نت."

وأضاف "ثم بدأت قصتي مع البحث عن الجامعات الحكومية للدراسة فيها، وتوجهت إلى جامعة إسطنبول التقنية عام 2014، وتجاوزت اختبار اللغة الإنجليزية، ولكني فوجئت بأن الدراسة باللغة التركية و30% منها فقط بالإنجليزية، مما دعاني لسحب أوراق تقدمي والانتظار للعام اللاحق، حتى إتقان التركية".

وأشار الطالب الجامعي إلى أن والدته كانت دافعا له للاستمرار في السعي لتحقيق حلمه، حيث قدّم أوراقه لجامعة خاصة، ودرس وعمل في الوقت نفسه، كما حرص أيضا على تعلّم اللغة الألمانية تمهيدا لمحاولة الهجرة إلى ألمانيا.

غير أنه تراجع وتشجّع لإتمام دراسة الهندسة الصناعية في جامعة "بيلغي- Bilgi" التركية، أملا في التحويل منها لاحقا إلى جامعة إسطنبول التقنية التي طالما حلم بها، وبالفعل التحق بتلك الجامعة وانتقل إلى قسم هندسة الفضاء من أجل تحقيق حلمه.

وأكد سعودي أنه كانت هناك عوامل نفسية عاناها أثناء الدراسة، منها وجوده مع طلاب يصغرونه سنا، والغربة عن وطنه وأهله، وقلقه عليهم من الأحداث الأمنية في مصر، ولكن كان هناك دافع قوي له وهو تحقيق حلمه وحلم والديه، وإسعادهم بتفوقه.

وقال سعودي "مرّت سنوات الدراسة سريعا رغم صعوبات الفصل الأخير بسبب كورونا، لكن بفضل الله نجحت وحققت حلمي وأصبح ترتيبي الثالث على مستوى الجامعة".

واستكمل حديثه "حققت حلمي وحلم أهلي وأتممت دراستي الجامعية رغم الظروف التي مررت بها، وهناك من حاول تثبيطي بالحديث عن عدم جدوى التعليم والشهادات، وأن البحث عن عمل أولى".

بدوره، يروي خريج جامعة إسطنبول التقنية للهندسة الصناعية عبد الرحمن المرسي (25 عاما) قصته عن تحقيقه المركز الأول على دفعته الدراسية في جامعة المنصورة (شمال القاهرة)، إلى الحصول على المركز الثالث في أكبر جامعة تقنية بتركيا.

وقال المرسي "درست في مصر هندسة إنتاج وتصميم ميكانيكي في جامعة المنصورة، وكنت الأول على دفعتي في السنة الدراسية الأولى".

واستدرك "لكن نظرا للظروف السياسية والمطاردات الأمنية داخل مصر، قررت السفر لاستكمال الدراسة في الخارج، وسافرت إلى ماليزيا، ثم انتهى بي المطاف في تركيا لاستكمال دراستي الجامعية".

وأضاف "عام 2014 أصدرت وزارة التعليم العالي التركية قانونا يسمح للطلاب العرب بمعادلة شهاداتهم الجامعية واستكمال الدراسة في جامعة إسطنبول التقنية، فقدمت أوراقي في قسم الهندسة الصناعية وكان من نصيبي القبول به".

وأفاد أن الحياة بالنسبة للمغترب الإجباري تختلف كثيرا عن المغترب طوعا، مردفاً: "كانت مشكلات الحياة في بلد لا تعلم لغته وعادات شعبه أصعب من الدراسة ومشكلاتها التي كانت تجربة فريدة تعلمت منها الكثير، وجعلتني أعرف الكثير عن نفسي وكيفية الاعتماد عليها".

واختتم بالقول إن الدراسة في تركيا كانت صعبة نظرا للغربة والبعد عن الأهل، إلا أنها كانت في الوقت نفسه فرصة للتغلب على وحشة الاغتراب بقضاء أغلب الوقت في الدراسة وفي مكتبة الجامعة، مبيناً أنن حقق المركز الثالث على مستوى قسم الهندسة الصناعية بجامعة إسطنبول التقنية.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!