ترك برس

يعمل محمد شكر، بإنتاج السكاكين المزينة بزخارف عثمانية ورسومات حيوانية في مدينة دوزجة شمال غربي تركيا، حيث يعد من القلائل المحافظين على هذه الحرفة التي درّب عليها زوجته بيرغول شكر، لتبدأ بالعمل معه، وقد ازدهرت أعمالهما لدرجة أنهما يجدان حاليا صعوبة في تلبية الطلبيات المطلوبة منهما.

يقيم الزوجان محمد وبيرغول شكر، في دوزجة، حيث يعملان معا بتحويل السكاكين المصنوعة من الخشب والفولاذ إلى قطع فنية في دكانهما. كان محمد شكر، مولعا بنحت الخشب ومهتما بصنع السكاكين منذ طفولته، ومع مرور الوقت طوّر هذه الحرفة التي أضحت مصدر رزقه، والتي يجمع فيها بين الخشب والفولاذ لإنتاج السكاكين ثم يقوم بتزيينها بالزخارف العثمانية والأشكال الحيوانية، ويعد من الحرفيين القلائل الذين يمارسون هذه الحرفة في أيامنا الحالية.

عند قدوم الزوجة بيرغول إلى دكان زوجها محمد شكر، كان يدربها على حرفته بهدف حماية هذه الحرفة والمحافظة عليها بنقلها للأجيال القادمة وأيضا لمساعدته في تلبية الطلب الكثيف، مع عدم وجود حرفيين متقنين لهذه الحرفة، فبدأت بيرغول، بالعمل إلى جانب زوجها، حيث يضرب الزوجان الفولاذ الساخن معا، ثم يرسمان الزخارف معا، لمواكبة الطلبيات القادمة من أنحاء تركيا وأحيانا من خارجها، وقد اشتهر الزوجان بدقة عملهما وإتقانه.

يمدح محمد شكر، عمل زوجته التي تدربت على يديه قائلًا: "تعلمت زوجتي الحرفة بعزم وإصرار، وتنتظم يدها مع فنها بإتقان وتناسق مع كل عمل تقوم به، وبإمكانها العمل بنفس التناسق مع كل منتج. تراقبني كيف أعمل السكينة مرة ثم ثانية، وفي المرة الثالثة تصنعها بنفسها، ويسعدني ذلك للغاية. من الآن وصاعدا سنعمل معا دائما، فالسكاكين التي ننتجها بطريقتنا الفنية تجذب انتباه هواة الجمع".

من الجدير بالذكر أن الفنون العثمانية ورثت الكثير من الفن السلجوقي، بالإضافة إلى استفادتها من تجربة الفنيين الفرس والبيزنطيين، فقد رعى العثمانيون الفنون التطبيقية كالخزف والزجاج والمصنوعات الخشبية والمعدنية والمنسوجات وغيرها من الفنون التي وصلت إلى الأسواق المحلية الحالية، ولا زال البعض يهتم بحماية هذا الفن الموروث والحفاظ عليه لنقله إلى الأجيال القادمة.

وتتفرّد الزخارف العثمانية المرسومة على الخشب بزخارفها ونمط صنعها مثل السرير الخشبي للأطفال، وحمالة المصحف، والأثاث الخشبي المنزلي. وقد زين النحّاسون العثمانيون المصنوعات المعدنية مثل الأسلحة البيضاء العثمانية كالخوذة والخنجر والدرع والسيف وصناديق حفظ الأموال والمجوهرات والأوعية المختلفة مثل الأباريق والصحون والشمعدانات والحلي الذهبية والفضية وغيرها من أدوات الزينة بزخارف نحاسية.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!