الأناضول

يسلط السفير التركي المتقاعد "عمر أنكين توتام"، في كتابه بعنوان ، "الإرهاب الأرمني"، الضوء على جرائم المتطرفين الأرمن، التي طالت الدبلوماسيين الأتراك، في سبعينات وثمانينات القرن الماضي.

ووثق توتام استشهاد 31 دبلوماسياً تركياً على أيد المنظمات الإرهابية الأرمنية، ما بين الأعوام 1973 لغاية عامن 1986، في كتابه الذي صدرعام 2006، تناول فيه بداية نشوء اللوبي الأرمني، عقب الحرب العالمية الثانية، وبعض التطورات في أرمينيا التي أدت إلى ظهور الشوفينية الأرمنية من جديد.

وأشار توتان إلى أن اللوبي الأرمني تشكّل في الشتات، بعد أن بدأ المهاجرون الأرمن بالذوبان في المجتمعات التي هاجروا إليها، وقامت الكنائس والأحزاب الأرمنية، بإحياء الشعور القومي المتطرف لدى الجاليات الأرمنية، بهدف المحافظة على هويتهم.

واتخذت تلك الكنائس والأحزاب الأرمنية، اليهود الأمريكيين مثالا لهم؛ بسبب التعاطف الذي كانوا يلقونه في المجتمع الأمريكي؛ لتعرضهم إلى "إبادة عرقية"، حيث بدأ الأرمن إطلاق مزاعم بأنهم تعرضوا إلى "إبادة عرقية" خلال عملية التهجير في أواخر الحكم العثماني، وشرعت الكنائس الأرمنية، باستخدام تلك المزاعم في المناهج الدراسية لمدارسها وفي جمعياتها، حيث بدأو بغسل أدمغة الشباب منهم  بتلك الادعاءات.

وأوضح الكاتب، أنه جرى بث روح الحقد والكراهية الشديدة، تجاه تركيا والأتراك، لدى  الجيلين الثاني والثالث للأرمن من أبناء المهجّرين، وبذلك بدأ اللوبي الأرمني ، إطلاق إدعاءاته على المستوى الدولي، من خلال إقامة مراسم كبيرة  في نيسان 1965، لإحياء "الذكرى الـ 50 لمزاعمهم".

فترة الإرهاب الأرمني

في تاريخ 27 كانون الثاني/يناير 1973 إغتال أحد المتطرفين الأرمن القنصل التركي في "لوس أنجلس"، ومساعده، لتبدأ حقبة جديدة للإرهاب الأرمني، وعقب تسليط الإعلام الأمريكي الضوء على هذه الحادثة، قام الأرمن بالترويج لمزاعمهم بطريقة غير مباشرة، حيث تم زرع  فيهم فكرة قتل الدبلوماسيين الأتراك، للترويج لادعاءاتهم ونشرها في العالم باستخدام العنف للوصول إلى أهدافهم السياسية.

وفي هذه الفترة تشكل تنظيمين إرهابيين هما "آصالا"، وتنظيم "مغاوير العدالة من أجل الإبادة الأرمنية"، في لبنان التي كانت سلطة الدولة فيها ضعيفة، حيث كانت بيئة خصبة لنشوء للعديد من التنظيمات الإرهابية.

وبدأت تلك  التنظيمات بعملياتها الإرهابية، بإغتيالات طالت 4 سفراء أتراك، ما بين العوام 1973 و1978، وعقب تلك الحوادث اتخذت تركيا تدابير أمنية مشددة، في سفاراتها وبعثاتها الدبلوماسية، لتنخفض وتيرة الإغتيالات ضد الدبلوماسيين، حيث بدأ الإرهابيين الأرمن بإستهداف جميع الموظفين الأتراك في الخارج.

جدير بالذكر أن منظمة أصالا الإرهابية (الجيش الأرمني السري لتحرير أرمينيا)؛ هي يسارية متطرفة مسؤولة عن مهاجمة أهداف تركية في الخارج، بين عامي 1975 و1985 وطالت عددا من الدبلوماسيين، وانتهى نشاطها عام 1994 بعد تفككها لعدة مجموعات صغيرة افتقرت للدعم.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!