شرف أوغوز- صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

نضع الملح على اللحم لكي لا يفسد، ولكن ماذا نضعه على الملح لو فسد؟ يمكن تشبيه الأمر بالبرمجية الخبيثة التي تدعى"حصان طروادة" والتي تسمح بالتدخل الخارجي في جهاز الكومبيوتر بمجرد أن دخلت إلى أنظمة الكومبيوتر.

ووحدة الدولة أشبه ماتكون بنظام تشغيل الكومبيوتر الذي تعمل جميع عناصره في اتساق وانسجام، إذا ما حاول أحد التدخل من الخارج والعبث بالنظام سيفسح المجال أمام القضاة ليتركوا قطاع الطرق بدون محاكمة.

أذكر جيدا أول تدخل قاموا به (يقصد جماعة فتح الله غولن) من وراء البحار، كان في تاريخ 17 كانون الأول/ ديسمبر حين قالوا سنبحث عن الفساد ونحقق بأمره فأرادوا إنهاء أمر بنك "هلك"، ولم يكفيهم ذلك فقاموا بسجن متعهدي المشروع الضخم في 25 كانون الأول/ ديسمبر وعندما حددوا تم حبسهم، فظهر لنا الكيان الموازي متلبسا بزي القضاة هذه المرة وأفرج هؤلاء القضاة عن كل من سجنوا وقتها.

إن ضرورة تنظيف أجهزتنا من برمجيات حصان طروادة الخبيثة أمر لا مفر منه، وإلا فإن مستخدمين آخرين موازين (منظمة بنسلفانيا الإرهابية) سوف ينتهكون أجهزتنا لذا ليس هناك مفر من إنزال برامج مضادة للفيروسات.

ولكن قد تتعرض بعض البرامج في أجهزتنا إلى التخريب مما يستدعي محوها وإعادة تحميلها، أي أن الأجهزة التي استولت فيروسات حصان طروادة عليها لابد من إعادة تهيئتها ولا يمكن صيانتها.

وتعتبر مؤسسة البحث العلمي توبيتاك أكثر المؤسسات التي عانت من تسربات دخلت كيانها وهناك مؤسسات أخرى يمكن أن تكون مثالا على ذلك.

فقد انشغلت مؤسسة توبيتاك بتطوير تقنيات للتنصت على رئيس الجمهورية بدلا من أن تنشغل بالبحث العلمي الذي من شأنه رفعة البلاد وتطويرها.

وليس من السهولة بمكان تنظيف أجهزة الدولة التي استشرت فيها فيروسات الكيان الموازي من الدوائر الرسمية إلى القضاء.

سيكون أمرا صعبا ولكنه ليس مستحيلا، فلن يسمح لحصان طروادة بتخريب نظام الدولة.

 

عن الكاتب

شرف أوغوز

كاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس