ترك برس

يقطع البدو الكيلومترات بين الجبال والغابات، حيث يقومون بإضرام النار ليلا لتدفئة أنفسهم، ويسيرون أيامًا عديدة على منحدرات الجبال، وقد رافق مراسل TRT خبر عائلة "كير"، التي تعيش في أنطاليا، برحلتها التي تبدؤها مع بداية رحلات هجرة البدو مع مواشيهم في أشهر الربيع.

يتقدمون سيرا على الأقدام خطوة خطوة في المساحات الخضراء التي لا نهاية لها، عابرين الجداول وقاصدين الوصول إلى هدفهم ببطء مع مواشيهم، كما يحافظ البدو على ثقافة الأناضول القديمة التي تعود لعدة قرون، مستمرين بالهجرة إلى الهضاب في أشهر الربيع.

تبدا رحلة عائلة كير، المقيمة في أنطاليا من "سريك" وتنتهي في هضبة "أناماس"، ويبلغ طول رحلتهم حوالي 150 كيلومترا، وتستغرق مدة 10 أيام للوصول.

صرح الأب إبراهيم كير، الذي يساعده أبناءه الأربعة في عمله برعي الأغنام، وقال: "ورثنا مهنة البداوة عن أبائنا وأجدادنا، إنها مهنتنا الوحيدة، تعد تربية الماشية ورعايتها مصدر رزقنا الذي نقتات منه، كما أنفق على تنشئة أبنائي الأربعة من ريعها وأعتني بهم وأدرسهم".

تسلك العائلة طريقها في الهضاب لرعي سلالات الماعز المحلية الأناضولية، حاملين معهم ما يكفيهم من طعام وأغطية للنوم.

قالت الأم حواء كير: "لم أضع عيني على مهنة أخرى في حياتي قط، عيني على مهنتي فقط، التي أؤديها بكل اهتمام، وأعتقد أنني لم اهمل عملي أبدا، ولا أفرق بين أطفالي ومهنتي، فكما أحب أطفالي أحب هذه الماشية".

لدى عائلة كير، أربعة أطفال أصغرهم مصطفى في السادسة من العمر، الذي يشارك عائلته برحلتهم إلى الهضاب، كما تقع على عاتقه مهمة تغذية حديثي الولادة من الماشية.

صرح أحمد، أكبر أبناء العائلة، الذي يبلغ من العمر 17 عاما قائلا: "أحاول تقديم المساعدة لعائلتي قدر استطاعتي، وأقف إلى جانبهم دائما خاصة في العطل، وأنا هنا اليوم لأعيش حياة أفضل في المستقبل، ولأحصل على وظيفة أفضل ذات دخل أفضل في المستقبل".

ليس من الصعب عبور الماعز في المنحدرات الشديدة، إلا أنه ينبغي حمل حديثي الولادة في الأحضان من فترة لأخرى، وتدفئتها في الليالي الباردة بطريق الهجرة.

يبدأ عمل البدو الحقيقي عند وصولهم إلى الهضبة، ولا ينتهي عملهم في الليل، حيث ينبغي عليهم التناوب ليلا لمراقبة الحيوانات، ثم تتحرك القافلة مرة أخرى مع بزوغ أضواء الشمس الأولى في الصباح الباكر، لتواصل طريق رحلتها مرة أخرى.

يبذل كل فرد من أفراد العائلة جهدا كبيرا لمنع تفرق القطيع، حيث تقود ما يقرب من 400 ماعز برفقة 3 كلاب رعي.

تستريح العائلة كلما شعرت بالتعب وترعى الحيوانات من الأعشاب في أقصر فترة، ثم تستمر بمتابعة رحلة هجرتها الصعبة إلى أن تصل إلى الهضبة التي تريد الوصول إليها.

وبالرغم من أن الرحلة الشاقة ستنتهي خلال بضعة ايام، إلا أن العمل الحقيقي للبدو سيبدأ عند الوصول إلى الهضبة.