ترك برس

تنافس مسنو "دار العجزة" (Darülaceze) فوق 65 عاما مع شباب متطوعين دون 30 عاما، في بطولة رياضة الكيرلنج، التي نظّمت في إطار "مشروع لقاء الأجيال"، حيث جرت المباريات على الطاولة بدلًا من الأرض، بهدف التقليل من مخاطر إصابة المسنين.

نُظّمت الفعالية في "دار العجزة" بمنطقة أوكميدان، بالتعاون بين الدار وجمعية "لو كنت موجودا فنحن أيضا موجودون"، وبدعم مالي من وزارة الشباب والرياضة، وقد قدم الشباب العاملون في المؤسسة ومن خارجها طلبات للمشاركة في المسابقة، وتم اختيار المشاركين بعد عقد دورات تدريبية لتحديد الموهوبين منهم في هذه الرياضة.

ورغم أن رياضة "الكيرلنج" أرضية، ألا أن البطولة جرت على الطاولة تماشيا مع الوضع الصحي للكبار، للحد من خطورة إصابة أحد منهم، وتم تقسيم المسنين و الشباب إلى فرق، وكانت نتيجة المسابقة بأن وصل فريق من الشباب وفريق من المسنين للمباراة النهائية، التي فاز فيها فريق المسنين على الشباب ليحل في المركز الأول بنهاية البطولة، وتم تسليم جميع المسنين المشاركين بالتصفيات ميداليات، بالإضافة إلى تسليم الفريق الفائز المكون من 5 أشخاص شهادات وكأس.

من جهته، أعرب رئيس دار العجزة حمزة جبجي، عن سعادته بمشاركة المسنين في مؤسسته بالمشروع قائلا: "يبدي مسنو المؤسسة دائما اهتماما بالمشاريع التي تجعلهم سعداء، كما أن تنافسهم مع الشباب يزيد من تحفيزهم ونشاطهم، وغالبا ما يفوزون لأنهم أكثر خبرة من الشباب، نحن على استعداد دائم لتنفيذ جميع أنواع المشاريع التي تسعدهم وتربطهم بالحياة، طالما أنها  لصالحهم، وتتزامن مع عاداتنا وتقاليدنا ومبادئنا، أؤمن بأن هذه المشاريع ستفيد وتثمر في مؤسستنا ولدى سكانها أيضا".

وذكر جبجي، بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أشار إلى أهمية أنشطة الشيخوخة، وقال: "يتقدم متوسط سنوات العمر في العالم، ويتقدم أيضا متوسط عمر سكاننا، فمتوسط العمر لم يعد في 45 أو في 50 أو في 60، لقد ارتفع في بعض دول العالم ليصل إلى 90، وفي تركيا اقترب إلى 80 في النساء و إلى ما فوق 75 في الرجال، فأغلب السكان من المسنين، لذلك نسعى حاليا لوضع بعض التدابير المسبقة، ونخطط لألّا نحذو حذو الدول الأخرى والغرب وأمريكا، بل أن نكون مثالا يحتذى به من قبلهم، ونجري أبحاثًا ودراسات في هذا المجال. تمتلك دار العجزة مختبرا للتجارب يزيد عمره عن 126 عاما تقريبا".

ذكر جبجي، بأن المقيمين في دار العجزة ليسوا فقط من المسنين، بل يوجد أيضا أطفال ومعاقون، وأن الشباب يسهمون بإعداد أنواع من المشاريع لسكان المؤسسة.

وصرحت أينور كارابولوت، منسقة مشروع "جمعية لو كنت موجودا فنحن أيضا موجودون"، بأن الهدف وراء إطلاق هذا النوع من المشاريع هو إدماج الفئات المحرومة في الحياة الاجتماعية، وقالت: "لقد جمعنا بين المسنين والشباب في هذا المشروع، واخترنا رياضة الكيرلنج للتقليل من خطر إصابة المسنين".

أشارت كارابولوت، إلى أن المسنين والشباب لعبوا هذه الرياضة على الطاولة، وقالت: "أنشأنا مجموعتين مختلفتين في الساحات الرياضية، مجموعة حمراء لكبارنا وأخرى زرقاء لشبابنا، تنافست كلا المجموعتين، بعد إجراء التدريبات اللازمة، كما قام المسنون بتشكيل فرقهم واختيار الأعضاء بأنفسهم، ونحن اخترنا الشباب المتطوعين، اليوم هو اليوم الخامس للمسابقة، وقد وصلوا إلى النهائيات فيما بينهم".

شكرت كارابولوت، وزارة الرياضة والشباب ومسؤولي دار العجزة على تعاونهم في تنفيذ المشروع، وأكدت أن الهدف الرئيسي للمشروع هو لفت الانتباه للشيخوخة النشطة، وقالت: "يبقى كبارنا بعيدين عن الحياة، وتبدو الحياة كأنها انتهت بالنسبة لهم، لكن الحياة مستمرة بالنسبة لهم، ونحن نريد أن نجذبهم إلى الحياة الاجتماعية... هذا هو هدفنا، وبالتالي لدينا رسائل متعلقة بذلك لكلا المجموعتين".

أشار نظيف كارا، البالغ من العمر 79 عاما، أحد سكان دار العجزة، إلى عدم ممارسته لهذه الرياضة في شبابه ولاستمتاعه بهذه الفعالية، وقال: "لم ألعب هذه الرياضة من قبل، إنها لعبة جميلة وممتعة، استمتعتنا بممارستها، نريد أن تكرر مثل هذه الفعالية".

لم ينسى كارا، توصية الشباب بالابتعاد عن العادات السيئة من أجل شيخوخة صحية.

أعربت مهندسة الكمبيوتر بينار كازان أوغلو، أحد أعضاء فريق الشباب، عن سرورها بالمشاركة في المسابقة، وعن تحمسها لممارسة هذه الرياضة مع المسنين، الذين تنافسوا معهم في المباريات، وقالت: "ما شاء الله كبارنا جيدون جدا، ويلعبون أفضل منا، سنجتمع معا ونرتبط بهم أكثر عبر منصات التواصل الاجتماعي، ذلك جيد جدا وممتع في هذا المعنى، لقد أجرينا منافسة جميلة، وستنتهي لعبتنا".

وأشارت كازان أوغلو، إلى أن سكان دار العجزة ينتظرون الزوار، مقدمة للشباب النصيحة بزيارة دار العجزة بعد انتهاء الوباء.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!