عبد الله الجزائري - خاص ترك برس

إن النجاح في مكان ما يحتاج إلى بذل جهد كبير وتطوير ويحتاج أيضًا إلى صفات يمتلكها الأشخاص المسؤولون عن المكان وإن على المدرب الرياضي أن يمتلك عددًا من الصفات حتى يصل إلى الدرجات المتقدمة من النجاح.

وإن علوم الرياضة هي علوم تجربية تطبيقية تتطور من يوم إلى آخر بشكل سريع فلا يكفي بأن نصف من يمتلك دراية في لعبته التخصصيه بأنه مدرب ناجح، صحيح أن التخصص أمر هام جدًا ويعطي المدرب مهنيّة في اللعبة لكن العملية التدريبة اكبر من ذلك فإن العلوم مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالرياضة وعلوم التدريب الرياضي ترتبط بعلم النفس وعلم الاجتماع والعلوم الطبية والتكنلوجيا وغيرها من العلوم بشكل كبير، وإن دراية الفرد بلعبته التخصصية هو جزء لا يتجزأ من العملية التدريبية فالصفات التي على المدرب امتلاكها وتعلمها وإتقانها كثيرة وليست بالأمر الهين، وما يميز مدربًا عن مدرب أخر هو شموليته وكماليته في الصفات التي يمتلكها، ومن الأمور التي على المدرب امتلاكها ما يلي:

الأمر الأول هو الدراية باللعبة التخصصية:

معرفة المدرب بلعبته التخصصية جيدًا يكون على هرم المهارات التي على المدرب اكتسابها واتقانها وتطوير نفسه بها، فيجب على المدرب ألا يكتفي بالمهارات الأساسية والمتقدمة وطرق تعليمها، نعم هذا الأمر هام لكن عليه تطوير نفسه بالمهارات والخطط المعقدة وصولًا إلى مهارات التحليل والقراءة والتوقع وربط مهارات اللعبة بالمهارات الأخرى ودمجها بشكل صحيح ضمن الخطة التدريبية التنويع والاعتماد على مبادى علم التدريب الحديث للوصول بالمتدرب إلى مستوى متقدم من هدفه وإلى نموذج مختلف من التدريب.

الأمر الثاني والهامّ وهو إلمام المدرب باللياقة البدنية:

الكثير منا يظن أن اللياقة البدنية أمر عادي وسهل جدًا وهو أن تركض قليلًا وحسب، بل والكثير من المدربين أنفسهم يطلقون على أنفسهم مدرّبي لياقة بدنية لمجرد معرفتهم لعدد من التمارين، لكن الحقيقة أن اللياقة البدنية يجب أن تأخد حقها فهي علم له علماؤه وتجرى عليه آلاف الأبحاث والدراسات سنويًا للوصول لأفضل نموذج تدريبي من اللياقة البدنية، فاللياقة البدنية عناصر ولكل عنصر منها أنواع ويختلف في تدريبه من رياضة إلى رياضة ومن هدف إلى آخر ومن فئة عمرية إلى فئة عمرية أخرى ومن مرحلة تدريبية إلى مرحلة تدريبية أخرى، وهو يحتاج إلى الكثير من القراءة والمواكبة لبناء معرفة أكثر به، فعلى المدرب أن يصبح على معرفة بشكل حقيقي وأكاديمي في علم وأكاديميا وتطبيقات اللياقة البدنية.

الأمر الثالث ألا وهو التغذية:

ولا أقصد هنا أن يصبح المدرب أخصائيًا أو خبيرًا في التغذية، لكن من الضروري أن يمتلك المدرب مبادئ التغذية للرياضيين، فنوع النشاط الرياضي الممارس يعتمد على مصدر طاقة ما وعلى المدرب توجيه اللاعب بنوعيه الغذاء التي يجب عليه أخذها بحسب نوع النشاط الممارس والطاقة المصروفة.

الأمر الرابع المهارات الحياتية:

تعتبر المهارات الحياتية من تواصل وبناء علاقات وعمل بشكل جماعي والقيادة والتحدث ولغة الجسد واتخاذ القرار وغيرها من المهارات من أهم الأمور التي يجب على المدرب الرياضي أن يمتلكها ويطور نفسه بها فهي بمثابة الصفات الأخرى، فالمهارة التي تريد أن تعلمها للفرد المتدرب تحتاج إلى طريقة صحيحة لإيصالها وهذا تواصل فعال ولا بد من أن يمتلك المدرب الشخصية القيادية التي تجعل منه قدوة للمتدربين، وتدخل المبادئ الوجدانية ضمن المهارات الحياتية التي يمتلكها المدرب من رحمة وألفة ومحبة وقدوة وأمانة وصدق وسلوك حسن في التعامل.

الأمر الخامس التسويق الذاتي:

وخاص إذا ما كان يعمل في تدريب الأفراد وليس الفرق فهنا بات الأمر ضرورة لا يمكن التخلي عنها، فالحصول على الزبائن يعتمد وبشكل كبيرة على درايتك بحاجة الأفراد وطريقة طرحك للمادة التي تدربها والوسائل التي تستخدمها لتوصل الأفراد لأهدافهم الحقيقية ومدى قدرتك على إقناعهم، صحيح أن هنالك تطور كبير في عمليات التسويق ومنها الإلكترونية، لكن يبقى الدور الأكبر على المدرب فهو العملية الختامية لاتخاد قرار الشراء من قبل الفرد أو الزبون.

الأمر السادس وهو تجهيز الخطة التدريبية:

وتختلف الخطط التدريبية الرياضية من حيث المدة فهنالك خطة طويلة وقصيرة الأمد وهناك الخطة السنوية والخطة الفترية والخطة الشهرية والخطة الأسبوعية والخطة اليومية، وتتضمن الخطط التدريبية التدريب المهاري والخططي والإعداد البدني الخاص والعام وللمنافسة، وتتضمن أيضًا التدريب النفسي وفترات الراحة والمراحل الانتقالية، وتختلف من شخص إلى آخر ومن رياضة إلى رياضة أخرى، وهناك من الخطط ما يتم تجهيزه للأفراد الممارسين للرياضة من أجل الصحة أو من أجل الترفيه أو من أجل العلاج والتأهيل، فلكل خطة مزاياها وخصائصها، فيجب على المدرب أن يمتلك مهارات التخطيط وكتابة الخطط الرياضية وصياغتها بالشكل الصحيح والهادف والمتقن.

وبالنهاية ما أريد أن أقوله هو أن امتلاك المدرب لهذه الصفات والمهارات وإتقانها لا يزيده إلا احترافية في عملية التدريب التي يقوم بها وتعطيه تميزًا على أقرانه المدربين، فالمدرب الرياضي هو من يسعى لتطوير نفسه بالأكاديميا والثقافة الرياضية وعلوم الرياضة والخبرات والمهارات لتقديم شكل مختلف من التدريب والوصول إلى أهداف اللاعبين والمتدربين بالأساليب والطرق الصحيحة والحديثة المبنية على العلم والخبرة الرياضية الطويلة.

عن الكاتب

عبد الله الجزائري

مدرب وأكاديمي متخصص في الرياضة


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس