وداد بيلغين - صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

تفرّقت الأحزاب المُعارضة في الرُأى والأفكار لكنّهم اجتمعوا على كُره ومعاداة الحزب الحاكم حزب العدالة والتنمية، فقد إشتمّ الشعب التركي رائحة هذه الكراهية واضحة في إستطلاعات الرأي التي يُضخّمون من نتائجها لتواسي واقعهم الكئيب. قد لا نستطيع تفسير هذا الكره الكبير الذي تُصدّره الأحزاب المُعارضة، وقد لا نفهم شعور الإنتقام الذي يجتاحهم لتولي أردوغان رئاسة الجمهورية. لكن يمكن تفسير الكثير لو علمنا أن الناس لا تضرب إلا الشجرة المُثمرة، وأن نجاحات أردوغان وحزب العدالة والتنمية أظهرت للشعب التركي وللعالم أجمع الحجم الحقيقي لهذه الأحزاب. لأخذ نظرة على الوضع من منظور آخر نستحضر كلمات أحدههم والذي  قال فيها " إن ما نراه إنما هو نتيجة ما صنعته اسطورة أردوغان وحزب العدالة والتنمية في التغييرات الجذرية التي حملت الحياة الإجتماعية والشعب التركي الى مُستوى آخر".

الإعتماد على الشعب

إن المسألة والقضية بنظر الشعب هي مسألة وعي، فمقدار التحولات والتّقلبات التي عايشها، وتقييمه لتجاربه في السنوان الماضية.  فالأمر لا يقتصر على تطور القرويين الى التمدّن، وإنما ارتفاع معايير وآمال الشعب الذي عاش أزمات إقتصادية في الماضي، فتجاربه السابقة في الرفاه الإجتماعي والرفاه الإقتصادي تكون له مثل القطب في تحديد إتجاه البوصلة.

وكمثال على رفع المستوى المعيشي والإجتماعي أسوق لكم التالي: في أخر 20 سنة زادت أعداد الوافدين الى المدن بما يقارب 30 مليون مواطن، ولإستيعاب وإدارة هذا التدفق كانت هناك خطة شاملة لكل التفاصيل، فقدعملوا على تسهيل تأقلم الوافدين الجدد، وتسهيل بناء العلاقات بين الوافدين والمُقيمن القُدامى، وكانت من أهم نقاط الخطة هو تأمين وظائف عمل تؤمّن العيش الكريم، وكانوا على تواصل تام مع الوافدين الجدد من أجل تقديم أعلى مستوى من الخدمات وتلبية الإحتياجات، وقد شملت الخطة أيضا العمل على تطوير هيكلية الإنتاج، وأمكانيات ومستوى التعليم، وتوسيع التنوعّ الثقافي وإغنائه، ورفع كل ما يتعلق بالإمكانيات والمُكوانات المُجتمعية .

على ماذا إعتمد الغيير؟؟؟

ما الذي فعله حزب العدالة والتنمية من أجل النهوض بكل المجالات؟؟ لقد كان ما فعله بكل بساطة هو عملية موافقة ومُجاراة الثورة الأجتماعية بتطويرات متجددة في السياسة، ومحولة مواكبة ثورة المجتمع ، فلقد قام حزب العدالة والتنمية بتحويل ثورة المجتمع الى مدن مزدهرة، وذلك بتصفية القوى التي تقف عائق أمام الخطى المتسارعة لثورة المجتمع التي تصبوا الى تغييرات جذرية تنقله من ضنك وضيق الحياة السابقة الى سعة ورحابة حياةْ ما بعد الثورة.

وقد أعقبوا ذلك بتغييرات جذرية أخرى في المجال الإقتصادي، فقد عمدوا الى تكبير النماذج الإقتصادية باستراتيجيات مفتوحة، وقاموا بترسيخ مبادئ الوظيفة والوظائف، وقاموا بتقسيم الأعمال من أجل خلق وظائف جديدة والرقي بمستوى كل وظيفة على حدى، وقامو بتحرير الفلاحين من الضغوط الواقعة عليه من أثر تسارع التطورات من حولهم، كما قاموا أيضا بتحرير الثقافة من قيودها التي أثقلتها، وانتهوا بصناعة التكامل التام في الوظائف عبر ربط كل خيوط الصورة بأفضل وأنسب الطرق. كان من أهم نتائج هذه العملية هو ارتفاع سقف الآمال، وارتفاع سقف المتطلبات المستقبلية، كذلك زيادة الفرص المتاحة أمام المواطن التركي.

لمن يسأل لماذا لا يوجد من يمكنه هزيمة حزب العدالة والتنمية، أقول له: أنظر من حولك في كمية الوعود المُطلقة من كل الأطراف، أنظر الى خطط كل الأحزاب. وأزيده أيضا بأن حزب العدالة والتنمية صاحب أفعال وليس صاحب أقوال فهم عمليون وليسوا مُستهلكي كلام كما مُعظم الأحزاب الإخرى، التي تعمل وهدفها الوحيد هو إسقاط حزب العدالة والتنمية من دون خطة إنتخابية حقيقية. في المقابل فإن معظم الوعود التي وعد بها أردوغان وحزب العدالة والتمية تم تحقيقه، وللذين يتربّصون للوعود التي لم تتحقق بعد أقول لهم :إن إنتظاركم سيكون هباءا وبورا وتضييعا لأوقاتكم. 

عن الكاتب

وداد بيلغين

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس