ترك برس

رأى الكاتب والخبير السياسي التركي ندرت إيرسانال أن الاتفاقية الأخيرة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بشأن المعادن الاستراتيجية تشكل تحولاً جوهرياً في المشهد الجيوسياسي، وقد تُعيد إحياء الحلف الأطلسي (الناتو) وتدفع روسيا إلى مراجعة استراتيجياتها.

جاء ذلك في تقرير تحليلي بصحيفة يني شفق، علق فيه إيرسانال على تصريحات سفيرة أوكرانيا لدى واشنطن، التي وصفت الاتفاقية بأنها "جزء حيوي من البنية الأمنية الأوسع لأوكرانيا"، معتبراً أن هذه الخطوة تعكس محاولة كييف لكسب دعم ترامب في ظل تنافسها مع موسكو على التأثير في الإدارة الأمريكية الجديدة.

تأثير الاتفاقية على الصراع والتحالفات

أشار إيرسانال إلى أن الاتفاقية قد تعيد رسم خريطة القوى في أوكرانيا، حيث تمنح واشنطن وكييف "وعداً بالمستقبل"، مما قد يدفع روسيا إلى تصعيد عسكري أو مراجعة مواقفها التفاوضية. كما لفت إلى أن الدول الأوروبية مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا "لا بد أنها قرأت الإشارات الخفية للاتفاق"، الذي قد يمهد لوجود غربي طويل الأمد في أوكرانيا وشرق أوروبا، بما فيها منطقة البحر الأسود.

مخاطر التصعيد وخيارات السلام

حذّر المحلل التركي من أن أي خطوة تُظهر أن روسيا "لم تحقق نصراً" – مثل إرسال منظومات "باتريوت" الأوكرانية مؤخراً – قد تزيد الضغط على الكرملين، مما قد يقود إلى مواجهات أوسع. ورغم إشارة بوتين في ذكرى توليه السلطة إلى أن روسيا تملك "القدرة على تحقيق أهدافها"، إلا أن إيرسانال رأى أن موسكو قد تضطر إلى تمديد الحرب إذا شعرت بأن السلام المقبل سيكون "جرحاً مفتوحاً" لمصالحها.

دور ترامب وبوتين والمفاوضات الخفية

أوضح التحليل أن العلاقة بين ترامب وبوتين ستكون حاسمة، مشيراً إلى أن كليهما يملكان "قوة إنهاء الحرب"، لكن التوتر قد يتصاعد إذا استمرت ما وصفها بـ"ألغام بايدن المؤقتة" في عرقلة المسار. كما توقع أن تُفتح مساومات حول القرم والمناطق المتنازع عليها، خاصة مع تزامن العمليات العسكرية الأوكرانية في كورسك مع التحركات الدبلوماسية.

تركيا والرسائل الدولية القادمة

لم يغفل إيرسانال دور أنقرة، مشيراً إلى أن المكالمة الأخيرة بين أردوغان وترامب أكدت على التعاون في الملف الأوكراني، بينما أشارت تصريحات السفير الأمريكي الجديد إلى "علاقات استثنائية" بين البلدين. كما توقع أن يرسل اللقاء المرتقب بين بوتين والرئيس الصيني الأسبوع المقبل في الساحة الحمراء "رسالة بصرية قوية" للعالم، قد تفوق في دلالاتها المشهد الرمزي لاجتماع ترامب وزيلينسكي في الفاتيكان.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!