
ترك برس
كشف الكاتب والسياسي التركي ياسين أقطاي عن أزمة تعصف بالتعليم الطبي في تركيا، حيث تعاني كليات الطب من نقص حاد في أعضاء هيئة التدريس بسبب هجرتهم إلى وزارة الصحة والقطاع الخاص، وذلك نتيجة الفجوة الكبيرة في الرواتب والمزايا الوظيفية بين القطاعات المختلفة.
جاء ذلك في تقرير تحليلي نشرته صحيفة يني شفق، حيث تناول فيه "المضاعفات غير المتوقعة" للإصلاحات التي نفذتها الحكومة لتحسين أوضاع الأطباء، والتي أدت إلى اختلال التوازن بين القطاعات الطبية المختلفة.
أزمة الرواتب تهدد التعليم الطبي
أوضح أقطاي أن الإصلاحات التي نفذتها الحكومة لتحسين وضع الأطباء في وزارة الصحة تسببت في:
ارتفاع رواتب الأطباء المتخصصين في وزارة الصحة عن رواتب أساتذة كليات الطب
تفضيل معظم الأطباء العمل في مستشفيات الدولة بدلاً من الجامعات
هجرة الأساتذة من الجامعات إلى وزارة الصحة بعد شهر أو شهرين من تعيينهم
عجز كليات الطب عن توفير أعضاء هيئة تدريس في العديد من التخصصات
ونقل أقطاي عن عمداء كليات الطب قولهم: "بات راتب الطبيب المختص أعلى من راتب الأستاذ المحاضر، مما يدفع الكفاءات إلى ترك الجامعات".
مزايا وزارة الصحة تجذب الكفاءات
أشار التحليل إلى أن نظام العمل في وزارة الصحة يوفر:
دخلاً أعلى بفضل نظام "رأس المال المتداول" والمدفوعات الإضافية
فرص دخل إضافي كبيرة في المستشفيات التعليمية والبحثية
مرونة أكبر في اختيار مواقع العمل
بينما يعاني أساتذة كليات الطب من:
رواتب ثابتة أقل مقارنة بوزارة الصحة
عوائد محدودة من "رأس المال المتداول"
ضغوط عمل كبيرة مع عوائد مالية أقل
تحذير من تداعيات خطيرة
حذر أقطاي من أن هذه الأزمة تهدد:
جودة التعليم الطبي في تركيا
مكانة تركيا كوجهة للخدمات الطبية الدولية
مستقبل القطاع الصحي التركي بشكل عام
ودعا إلى "معالجة هذه الآثار الجانبية بحلول شاملة تحقق التوازن بين القطاعات المختلفة"، مؤكداً أن تركيا "تطمح لأن تكون فاعلاً دولياً بارزاً في مجال الطب، وهو ما يتطلب نظاماً تعليمياً طبياً قوياً".
يأتي هذا التحذير في وقت تشهد فيه تركيا تطوراً ملحوظاً في قطاعها الصحي، لكنه يعكس التحديات التي توازن بين تحسين ظروف العاملين في القطاع الصحي والحفاظ على جودة التعليم الطبي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!