
ترك برس
شددت السلطات التركية من إجراءاتها الأمنية على الحدود مع إيران، في ظل التوتر الإقليمي المتصاعد، نافية في الوقت ذاته وجود موجة هجرة غير شرعية نحو أراضيها، ومؤكدة أن الوضع الحدودي تحت السيطرة.
وفي هذا الإطار، قام وزير الدفاع التركي يشار غولر، أمس الأربعاء، بزيارة ميدانية إلى ولاية وان المتاخمة لإيران، برفقة رئيس الأركان العامة الجنرال متين غوراك، وقائد القوات البرية الجنرال سلجوق بيرقدار أوغلو، وقائد القوات الجوية الجنرال ضياء جمال قاضي أوغلو.
وشملت الزيارة تفقد قيادة الكتيبة الحدودية الرابعة في باش قلعة، التابعة للواء الحدود السادس، إضافة إلى عقد اجتماع عبر الفيديو مع قادة الوحدات التابعة للجيش الثالث.
ونقل بيان للوزارة عن غولر، قوله إنه تم تعزيز الإجراءات الأمنية على الحدود الشرقية مع إيران، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والهجمات المتبادلة بين إسرائيل وطهران، مؤكدا أن تركيا تمر بمرحلة "بالغة الحساسية" تتطلب أقصى درجات الحذر والجاهزية.
وقال غولر إن "المخاطر والتهديدات تتزايد يوما بعد يوم في المنطقة والعالم، ونحن نمرّ بمرحلة حساسة تتطلب من تركيا أن تبقى قوية ومتأهبة لمواجهة التهديدات متعددة الأوجه".
وأكد أن الحكومة التركية تتابع عن كثب التطورات الجارية في الدول المجاورة، وعلى رأسها إيران.
وفي تعليقه على الهجمات الإسرائيلية، قال غولر: "ندين الهجمات غير القانونية التي شنتها إسرائيل على جارتنا إيران"، مضيفا أن "تلك الهجمات، كما في غزة ولبنان سابقا، تظهر نية إسرائيل الواضحة في نشر الصراعات على امتداد المنطقة"، بحسب ما نقلته "الجزيرة نت".
إجراءات أمنية مكثفة
كذلك، أعلن غولر أن أمن الحدود التركية مع إيران يتم تأمينه من قبل 8 ألوية حدودية و6 أفواج حدودية ونحو 60 ألف عنصر أمني، مشيرا إلى أن "التدابير تتعزز يوما بعد يوم باستخدام أحدث القدرات التكنولوجية".
وأضاف أن هذه الجهود تهدف إلى منع "العبور غير القانوني والهجرة غير النظامية والأنشطة الإرهابية".
ومنذ بداية العام، منعت السلطات التركية أكثر من 38 ألف شخص من اجتياز الحدود، كما تم ضبط 2664 مهاجرا غير نظامي، و83 عنصرا من منظمات إرهابية، إلى جانب 305 كيلوغرامات من المخدرات.
وأكد غولر أن الإجراءات الأمنية على الحدود مع إيران تم تعزيزها تحديدا في أعقاب التصعيد الأخير، مضيفا أن "أنظمة الأمن التي أنشأناها على حدودنا تُعد نموذجا يُحتذى به للكثير من الدول، وسنواصل تأمين حدودنا على أعلى مستوى لمواجهة أي تطورات مستقبلية".
إلى ذلك، أكدت وزارة الدفاع التركية، عدم تسجيل أي زيادة في محاولات العبور غير النظامية عبر الحدود، عقب التصعيد العسكري بين إيران ودولة الاحتلال، مشددة على أن القوات المسلحة التركية تتخذ جميع الإجراءات الأمنية اللازمة بنهج استباقي.
وأوضح زكي آق تورك، المتحدث باسم المكتب الإعلامي للوزارة، أن القوات التركية تواصل مهامها لحماية الحدود ضد أي تهديدات محتملة، بما في ذلك الهجرة غير النظامية، مشيراً إلى أن الاستعدادات تجري على مدار الساعة باستخدام أحدث التقنيات.
من جهتها، شددت مصادر عسكرية في الوزارة على أن التدابير الأمنية الإضافية تشمل كافة الحدود، ولا سيما الحدود مع إيران، مضيفة: "لا توجد حالياً أي مؤشرات على موجة هجرة غير منضبطة، والوضع تحت السيطرة الكاملة".
وأكدت الوزارة أن الجيش التركي في أعلى درجات الجاهزية للتعامل مع أي تطورات أمنية أو إنسانية محتملة في المنطقة، بالتنسيق الكامل مع الجهات المعنية داخل الدولة.
يأتي ذلك بعد موجة هجمات تشنها إسرائيل منذ يوم الجمعة ضد إيران، استهدفت منشآت نووية وقواعد صواريخ وشخصيات بارزة في البرنامج النووي الإيراني، وأسفرت حتى الآن عن مقتل 224 شخصا وإصابة 1277 آخرين.
وردت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة، أسفرت عن 24 قتيلا ومئات الجرحى في إسرائيل.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!